قال أنبا أنطونيوس: «من يجلسُ في البريةِ فقد أراح نفسَه من ثلاثِ حروبٍ: السمع، والوقيعة، والنظر إلى ما يُجرح القلبَ».
قال أبرام تليمذ أنبا شيشاي لأبيه: «يا أبي، إنك قد كَمَلتَ وأرضيتَ الله، فامضِ بنا إلى قربِ العالمِ قليلاً». فقال الشيخُ: «ابحث لنا يا ابني عن موضعٍ لا يوجد فيه امرأةٌ فنمضي إليه». قال له التلميذ: «وأيُّ موضعٍ يوجد خالياً من امرأةٍ غير البريةِ»؟ قال: «فاحملني يا ابني وادخل بي إلى داخل البريةِ».
مضى أنبا بيمين في بعضِ الأوقاتِ قاصداً مصرَ، فنظر امرأةً جالسةً على قبرٍ تبكي بكاءً مراً، فقال لمن كان معه: «لو جيءَ لهذه المرأةِ بكلِّ مطربات العالم وكلِّ الملاهي، لما انتقلت عما هي عليه من الحزنِ، وهكذا يجبُ على الراهبِ أن يكونَ حزنُه دائماً أبداً».
قال أنبا شيشاي لتلميذه: «إنَّ لي ثلاثين سنةً، لم أطلب من الله غفرانَ خطيئتي، ولكن في طلبتي وصلاتي أقول: يا ربي يسوع المسيح استرني، فإني حتى الآن أزلُّ وأخطئ بلساني».