عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:15 AM   رقم المشاركة : ( 299 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان


من أقوال الأب الروحاني المعروف بالشيخ
«تعليم للمبتدئين»


هذا هو الترتيب العفيف المحبوب لدى الرب: ألا تتلفت عينا الإنسانِ هنا وهناك، ليكن نظرُه إلى قدامهِ فقط، لا يتكلم كلاماً زائداً، بل ما هو ضروري منه فقط. يستعمل لِباساً حقيراً لكمالِ حاجةِ الجسدِ، ويستعمل القوتَ لقوامِ الجسدِ، ولا يرغَبَه، ويأكل من جميع الأطعمةِ بالنقصِ، ولا يرذل شيئاً. ولا يملأ بطنَه مما يختاره هواه، لأن الإفراز هو أفضل من كلِّ الفضائل. ولا يشرب خمراً، إلا إذا وُجد مع قومٍ أخذوه لعلةِ مرضٍ أو ضعفٍ. لا يقطع كلمةَ ذلك الذي يتكلم ليتكلم هو، مثل غير المتأدب، بل يصير مثلَ حكيمٍ. وكلَّ موضعٍ يصادفه، ليكن فيه صغيرَ إخوتِه وخديمهم. ولا يكشف عضواً من أعضائِه قدامَ إنسانٍ، ولا يدنُ من جسدِ إنسانٍ بغيرِ علةٍ، ولا يدع إنساناً يتقدم إلى جسدِه بغيرِ ضرورةٍ وعلةٍ. وليحذر من الدالةِ كمثل حذره من الموتِ قاتله. ويقتني لمرقدهِ ترتيباً عفيفاً لكي لا تبعد منه القوةُ الحارسةُ، وإذا نام، فإن أمكنَ لا يبصره إنسانٌ. ولا يطرح بصاقاً قدامَ إنسانٍ, وإن أتاه سعالٌ وهو على المائدةِ، فليُدِر وجهَه عنها، وحينئذ يسعل. وبالعفةِ يأكل ويشرب، كما ينبغي لأبناءِ الله. ولا يمد يدَه قدامَ رفيقِهِ بوقاحةٍ. وإن جلسَ معه غريبٌ فليغصبه مرتين أو ثلاثة أن يأكلَ، وبالهدوءِ يأخذ ويضع على المائدةِ ولا يتهاون. وإذا تثاءب فليُغطِ فمه لئلا ينظره أحدٌ. ولتكن ثيابُه ورجلاه مرتبةً على المائدةِ. وإذا دخل قلايةَ معلمِه، أو تلميذِ معلمهِ أو صديقِه، فبالحذرِ يمسك نفسَه لئلا يبصرَ أو يميزَ الذي فيها، وإن كان يُغصَب من صاحبها لينظرَ ذلك، فلا يطاوعه، فمن جسر على هذا فهو غريبٌ لشكلِ الرهبانِ وللمسيح معطيه. ولا يبصر الموضعَ الذي فيه آنية صديقه موضوعةً، وبالرفقِ يفتح بابَه ويغلقَه وكذلك باب غيرِه، دون أن يُسمع صوتُه. ولا يستعجل في مشيتهِ بدون علةٍ ضروريةٍ، كما يكون مستعداً لكلِّ عملٍ، ومطيعاً. ولا يلتصق بالمرتبط بأشياءٍ أو بدرهمٍ، أو بعلمانيين، لئلا يكونَ عبداً للشيطانِ.
وبالسهولةِ يتكلم مع كل إنسانٍ، وبالعفةِ ينظر في كلِّ إنسانٍ، ولا يملأ عينيه من وجهِ إنسانٍ. وإذا ذهب في طريقٍ فلا يسبق من هو أكبرُ منه، وإذا انفصل منه رفيقُه لسببٍ ما، فليبتعد عنه قليلاً، وينتظره حتى يأتي. ومن لا يفعل هكذا فهو جاهلٌ. وإن اتفق أن يلتقي رفيقُه بالناسِ ويتكلم معهم، فليلبث منتظراً إياه دون أن يستعجلَه. ومن هو قويٌ يقولُ لمن هو ضعيف قبل الوقتِ هلمَّ نأكل. ولا يُبكِّت بشرياً على جهالتِه، بل يضع نفسَه عندَ جميعِهم كمخطئٍ. ويختارُ كلَّ عملٍ حقيرٍ ويصنعه باتضاعٍ. وإذا ضحكَ، فلا يكشف عن أسنانِه. وإذا اضطره الأمر إلى الكلامِ مع النساءِ، فليَرُدَّ وجهَه عن نظرِهن عند كلامِه معهن، وليفر من لقاءِ الراهبات ومؤانستهن ونظرهن، كمثل الهاربِ من فخ الشيطانِ، لئلا يتسخ بحمأةِ الأوجاعِ النجسةِ، حتى وإن كنَّ أخواته بالطبيعةِ، فليحفظ نفسَه منهن في كلِّ شيءٍ، كمثلِ الغرباءِ. وليحذر من الاختلاطِ بأقربائه وبني جنسِه، لئلا يبرد قلبُه من محبةِ الله. وليبتعد عن مرافقةِ الشبابِ والدالة معهم، كابتعادِه من محبةِ الشريرِ. وليكن له واحدٌ يتخذه ابنَ سرِّه وابنَ أنسهِ وشريكَه، على أن يكونَ خائفاً من اللهِ، ومهتدياً مع نفسِه ومسكيناً بمسكنتهِ، وغنياً بأسرارِ الله. وليحفظ أسرارَه وتدابيرَه من كلِّ بشريٍ، ولا يكشف أعمالَه وحروبَه. ولا يرمي عنه رداءَه من غيرِ ضرورةٍ في موضعٍ يراه إنسانٌ. وإذا خرج لحاجةِ الجسد، فليكن ذلك بالعفةِ مثل من يستحي من الملاكِ الحافظِ له. وليكن ممارساً هذه كلَّها بمخافةِ اللهِ، غاصباً نفسَه، وإنْ لم يشأ القلبُ. والأصلح له أن يأكلَ سمَّ الموتِ، ولا يأكل مع امرأةٍ، ولو كانت أمه أو أخته. والأصلح له أن يسكنَ مع التنينِ، ولا يتغطى مع آخر بغطاءٍ واحدٍ وينام، ولو كان أخوه. ولا يماري على شيءٍ، ولا يلاجج، ولا يكذب، ولا يحلف باسمِ اللهِ. ويُهان ولا يَهين، وليُظلم ولا يَظلم، لأنه أفضلُ أن يهلكَ ما للجسدِ مع الجسدِ، ولا تعجز واحدةٌ مما للنفسِ. ولا يتكلم بحكومةٍ مع إنسانٍ، بل يحتمل وهو مُزكى أن يدانَ مثلَ السقيمِ. ولا يحب نفسَه في شيءٍ مما لهذا العالمِ، وليُطع الرؤساءَ، وليبعد من مخالطتهم. أيها الشره محبُ البطنةِ، أخير لك أن تجعلَ في بطنِك، لو كان هذا مستطاعاً، جمرَ نارٍ، ولا أطبخةَ الرؤساءِ. ولتكن رحمتُه على كلِّ إنسانٍ، وهو بعيدٌ ومتفرغ من كلِّ إنسانٍ. ومن كثرةِ الكلامِ فليحذر، لأنه يطفئ من القلبِ الحركاتَ النورانية المتحركة باللهِ. وكذلك فليحذر من المجادلةِ مع الخواصِ الغرباءِ، وليفر منها كفرارِه من سبعٍ ضارٍ. ولا يعبر بجوارِ الغضوبين والمتخاصمين، لئلا يمتلئَ قلبُه غضباً، وتملك في قلبهِ ظلمةُ الضلالةِ. ولا يسكن مع المفتخرين لئلا يرتفعَ من نفسِه فعلُ الروحِ القدسِ، ويُصبح مسكناً لكلِّ الأوجاع الشريرةِ.
  رد مع اقتباس