وقال أيضاً: »تَحَكَّم قبالة مسببات الآلام، فتهدأ عنك الآلامُ من ذاتِها«.
كما قال: »العفةُ في وسطِ النياحاتِ لا تثبتُ بغيرِ فسادٍ، كما أن الجوهرةَ في وسطِ النارِ لا يُحفظُ شُعاعُها بغيرِ فسادٍ«.
وقال كذلك: »خمسُ فضائل بدونِها جميعُ طبقاتِ الناسِ لا يمكنهم أن يكونوا بلا لومٍ، وإذا حفظها الإنسانُ، تَخَلَّص من كلِّ مضرةٍ، وصار محبوباً عند اللهِ والناسِ، وهي: جسدٌ عفيفٌ، لسانٌ محترسٌ، زهدٌ في الرغبةِ والشَرَه، كتمانُ السرِّ في سائرِ الأشياءِ بغرضٍ مستقيمٍ إلهي، وإكرامُ كلّ طبقاتِ ومراتبِ الناسِ، فوق ما يستحق ذلك الوجه، لأن الذي يُكرمُ الناسَ، يُكرَم هو أيضاً منهم، كما يأخذُ المجازاةَ من اللهِ، لأن الكرامةَ توجِبُ كرامةً، والازدراءَ يجلبُ ازدراءً، والذي يُكرمُ اللهَ يُكرَمُ هو أيضاً منه«.
وقال أيضاً: »يسقطُ في الظنونِ الرديئةِ السمجةِ، كلُّ إنسانٍ مُستعبَد للأربعةِ الآلامِ الآتية: جسدٌ شغبُ (شهواني)، رغبةٌ في أشياءٍ جسديةٍ، لسانٌ قاسٍ، نقلُ الكلامِ من واحدٍ إلى آخرِ بنوعِ المثلبةِ. كما أن الذي يتخلى اللهُ عنه لأجلِ تعظمِه يسقطُ في واحدٍ من ثلاثةِ أنواعٍ من الخطيةِ هي: إما في فسقٍ سمجٍ، وإما في ضلالةٍ شيطانية، وإما في أذيةٍ عقلية«.
كما قال: »كما أن الموادَ الدُهنيةَ تزيدُ النارَ اضطراماً، هكذا طراوةُ المآكلِ تنمي ألمَ الزواجِ. معرفةُ اللهِ لا تسكنُ في جسدٍ محبٍ للراحةِ، وأيُّ إنسانٍ يحبُ جسدَه، لا يُؤهَّلُ لمواهبِ اللهِ، كما يُشفقُ الأبُ على ابنِه، هكذا يشفقُ المسيحُ على الجسدِ العمَّالِ، وفي كلِّ وقتٍ قريبٌ من فمهِ«.