عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:12 AM   رقم المشاركة : ( 284 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال أنبا ديادوخس: »من يشاءُ أن يُطهِّرَ قلبَه جداً فليتخذَ له كلَّ حينٍ الذِكرَ الصالحَ الذي هو اسمُ ربنا يسوعَ المسيحِ، الاسمُ القدوسُ، عملاً وهذيذاً وكلاماً وفكراً بغيرِ فتورٍ، وبمحبةٍ عظيمةٍ وشوقٍ كثيرٍ، وليُخرِجَ من عقلِهِ وَسَخَ الخطيةِ بعملِ الوصايا كلِّ حينٍ«.
قال شيخٌ: »الرجلُ الذي يرى موتَه قريباً جداً منه في كلِّ وقتٍ، فإنه يستطيعُ أن يقاومَ الضجرَ«.
سأل أخٌ شيخاً: »ما هو نموُّ الإنسانِ وتقويمُه؟« قال الشيخُ: »نموُّ الإنسانِ وتقويمُه هو الاتضاع، لأنه مادام الإنسانُ سائراً نحو فضيلةِ الاتضاعِ، فإنه سائرٌ إلى قدام وهو ينمو«.
قيل عن شيخٍ إنه كان كثيرَ الرحمةِ، فحدث غلاءٌ عظيمٌ، ولكنه لم يتحول عن فعلِ الرحمةِ، حتى نفذَ كلُّ شيءٍ له، ولم يبقَ عنده سوى ثلاثِ خبزاتٍ، فحين أراد أن يأكلَ أحبَّ اللهُ امتحانه، وذلك بأن قرع سائلٌ بابَه، فقال لنفسِه: »جيدٌ لي أن أكونَ جائعاً، ولا أردَّ أخَ المسيحِ خائباً في هذا الغلاءِ العظيمِ«. فأخرجَ خبزتين له، وأبقى لنفسِه خبزةً واحدةً، وقام وصلى وجلس ليأكلَ، وإذا سائلٌ آخر قد قرع البابَ، فضايقته الأفكارُ من أجلِ الجوعِ الذي كان يكابده داخله، ولكنه قفز بشهامةٍ، وأخذ الخبزةَ وأعطاها للسائلِ قائلاً: »أنا أؤمن بالمسيحِ ربي، إني إذا أطعمتُ عبدَه في مثلِ هذا الوقتِ الصعبِ، فإنه يطعمني هو من خيراتِه التي لم ترها عينٌ، التي أعدَّها لصانعي إرادتِه«. ورقد جائعاً، وبقيَ هكذا ثلاثةَ أيامٍ لم يذق شيئاً، وهو يشكرُ اللهَ، وبينما كان يصنع خدمته بالليلِ، جاءه صوتٌ من السماءِ يقول له: «لأجل أنك أكملتَ وصيتي، وغفلت عن نفسِكَ، وأطعمتَ أخاك الجوعان، لا يكونُ في أيامِك غلاءٌ على الأرضِ كلِّها«، فلما أشرقَ النورُ، وجد على البابِ جِمالاً محمَّلةً خيراتٍ كثيرةً، فمجَّد الله، وشكر الربَّ يسوعَ المسيحِ، ومن ذلك اليومِ عمَّ الرخاءُ الأرضَ كلَّها.
  رد مع اقتباس