سأل أخٌ شيخاً قائلاً: «يا أبي، كيف يأتي الإنسانُ إلى الاتضاعِ»؟ فأجابه الشيخُ: «ذلك بأن تكون فيه مخافةُ اللهِ». فقال الأخُ: «وبأيِّ شيءٍ تأتي مخافةُ اللهِ»؟ قال الشيخُ: «بأن يجمعَ الإنسانُ ذاتَه من كلِّ الناسِ، ويبذلَ جسمَه للتعبِ الجسدي بكلِّ قوتِه، ويذكرَ خروجَه من الجسدِ ودينونةَ اللهِ له».
قيل: التقى الشيطانُ مرةً بالأب مقاريوس، وهو حاملٌ خوصاً، وقال: «ويلاه منك يا مقاريوس، هو ذا ما تصنعَه أنت أصنعه أنا كذلك، أنت تصومُ وأنا لا آكلُ، أنت تسهرُ وأنا لا أنامُ، ولكن بشيءٍ واحدٍ تغلبني». فقال له الشيخُ: «وما هو»؟ فأجابه الشيطانُ: «إنك بالاتضاعِ وحده تقهرني».