عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:07 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

الأب سيمون: في بعضِ الأوقاتِ، سَمع عنه أرخنٌ، فقَدُم ليبصرَه، فلما سمع به الشيخُ، تناول سلبةً ومضى إلى نخلةٍ ليسقيها. فلما جاءوا صاحوا بالشيخِ: «أين المتوحد»؟ فأجابهم: «المتوحد انصرف من ههنا». فلما سمعوا انصرفوا.
وحدث مرةً أن أتى إليه إنسانٌ رئيسٌ لينظرَه، فسبق إليه قومٌ من أصحابِ الكنيسةِ وأخبروه قائلين: «استعد فإن فلان الأرخن قد سمع بك، وها هو حاضرٌ لينظرَك ويتبارك منك». فأجابهم الشيخُ قائلاً: «نعم، إني سأهيئ نفسي جيداً». فقام ولبس المرقَّعةَ التي له، وأخذ خبزاً وجبناً، وركب الحائطَ مفروق الرجلين كما يُركب الحصانُ، وجعل يأكل ويهز رجليه. فلما قَدُمَ الأرخن مع حشمهِ، وأبصره هكذا، شتمه قائلاً: «أهذا هو المتوحد الذي سمعنا عنه؟ ليس ههنا متوحد». وهذا هو نفس الكلام الذي توقع أن يسمعه الشيخُ.
كما أخبروا أيضاً عن الشيخِ أنه كان جالساً وحدَه، وكان إنسانٌ علماني يخدمه دهره كله، وحدث أن مَرِضَ ابنُ ذلك العلماني، فطلب إلى الشيخِ قائلاً: «ادخل وصلِّ على ابني». فلما أكثر عليه الطلبَ، خرج الشيخُ وذهب معه، فتقدمه الرجلُ ودخل قبله القريةَ وقال لأهلِ القريةِ: «اخرجوا للقاء القديسِ فقد جاء». فلما رآهم الشيخُ من بعيدٍ مقبلين نحوه بالشموعِ والقراءةِ، نزع لوقتهِ ثيابَه وألقاها في النهرِ ووقف عرياناً يغسلها برجليه. فلما رآه ذلك الإنسانُ الذي كان يخدمه هكذا، حزن ورجع يطلبُ إلى أهلِ القريةِ قائلاً لهم: «يا إخوةُ، ارجعوا إلى بيوتِكم، لأن الشيخَ قد تاه ولا يدري ما هو فيه». فلما رجع الناسُ إلى بلدتهم، تقدم الرجلُ إليه وقال له: «يا أبي، ما هذا الذي فعلتَه؟ لأن الناسَ قالوا إن ذلك الشيخَ مجنونٌ لا يدري ما هو فيه». فقال له الشيخ: «هذا ما أردتُ أن أسمعه».
  رد مع اقتباس