وحدث مرةً أيضاً أن زاره أنبا قاسيانوس، والقديس جرمانوس، شيخان من فلسطين، فاحتفل بضيافتِهم. فسألوه لأيِّ سببٍ لا تحفظوا رسومَ صومِكم في وقتِ ضيافتِكم الإخوةِ الغرباءِ على ما قد عرفناه في بلدنا فلسطين؟ فأجابهم قائلاً: «إن الصومَ معي دائماً، وأما أنت فلستَ معي دائماً، والصومُ شيءٌ نافعٌ لازمٌ، وهو من نيتنا ومن إرادتنا، وأما إكمالُ المحبةِ فيطالبنا به ناموسُ اللهِ بلازم الاضطرار، فَبِكُم أَقبلُ المسيحَ، ويوجب عليَّ ديناً لازماً بأن أخدمَه بكلِّ حرصٍ، فإذا شيعتُكم أمكنني استعادة صومي، وذلك أن أبناءَ العُرسِ لا يستطيعون أن يصوموا ما دام العريسُ معهم، فمتى رُفع الختن فحينئذ يصومون بسلطانٍ».