عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:04 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

سؤال: «علِّمني كيف أقطعُ هوايَ وأنا في القلايةِ، وكذلك إذا كنتُ بين الناسِ، وما هي مشيئةُ الجسدِ وما هي مشيئةُ الشيطانِ، وما هي مشيئةُ اللهِ»؟
الجواب: «أما قطعُ الهوى الذي يكون في القلايةِ، فذلك برفضِ كلِّ النياحِ الجسدي، أما مشيئةُ الجسدِ فهي أن تعملَ نياحَه دائماً في كلِّ الأمورِ، فإذا لم تعمل نياحَه، فاعلم أنك قطعتَ هواك وأنت جالسُ في القلايةِ. وأما قطعُ الهوى الذي بين الناسِ فذلك بأن تكونَ كالميتِ بينهم أو كالغريبِ عنهم. وأما مشيئةُ الله، فهي ألا يهلكَ أحدٌ من الناسِ، كما قال السيد، وأن لا يموتَ الخاطئ، كما قال النبي. وأما مشيئةُ الشيطانِ فهي أن يُزكِّيَ الصدِّيقُ نفسَه ويطمئنَ إليها، وعند ذلك يقعُ في الفخِ، كما أن مشيئةَ الشيطان كذلك في ألا يتوب الخاطئُ عن خطيئتهِ». واستطرد قائلاً: «إن أردنا أن ننجحَ بالكمالِ فلنقطع مشيئاتنا قليلاً قليلاً، لنبلغَ إلى عدمِ الأوجاعِ، وذلك بأن لا نتكلمَ فيما لا تدعو إليه الضرورةُ، وأن نرضى بجميعِ ما يحدثُ لنا كأنه حسب مشيئتهِ، وألا يكون لنا مَيلٌ إلى شيءٍ، فمن عدم الميلِ بالكليةِ يكون عدمُ الآلامِ بنعمةِ اللهِ».
سؤال: «إذا طلب مني إنسانٌ أن أصليَ عليه، أينبغي لي أن أصليَ عليه أم لا»؟
الجواب: «جيدٌ أن تصلي على كلِّ من يسألك، لأن الرسولَ يعقوب يقول: صلُّوا على بعضِكم بعضاً كي ما تُعافوا. وقد صلَّى أناسٌ على الرسلِ، على أن تفعلَ ذلك كمن هو غيرُ مستحقٍ ولا دالة له».
سؤال: «أخبرني يا أبي كيف يكون الفكرُ مأكلاً للسباعِ»؟
الجواب: «يصير الفكرُ مأكلاً للسباعِ إذا لم يسبق الإنسانُ إلى لومِ نفسِه، فإن هو تغافل، جَرَحَته بأنيابها وأظفارها، فحسنٌ أن يحتاجَ إلى الالتصاق بالتوبةِ، ويجب عليك ألا تزكي نفسَك، وألا تقول إنك شيءٌ، فتبرأ أوجاعُك، ولا تدن آخرين».
وقد حدث مرةً لأخٍ أن آذاه اللصوصُ، فجَبُنَ جداً، وبمعونةِ اللهِ خلص منهم، فأخبر الشيخَ عن انزعاجِه وسأله أن يصليَ عليه، فقال الشيخُ: «يا ولدي، إن اللهَ لا يتركنا إن لم نتباعد عنه نحن، لأنه يقول: لا أتركك، لا أهملك. ولكن قلةَ إيماننِا هي التي تجعلنا نَجْبُن ونخاف من اللصوصِ الذين حضروا إليك، حتى ولو كانوا أكثرَ من مركباتِ فرعون وجنودِه، وقد علمتَ أنهم بكلمةِ اللهِ وعزتهِ قد غرقوا في البحرِ، ألا تذكر المكتوبَ عن الذين جاءوا لأخذ أليشع كيف أصابهم العمى، والكتاب القائل: الربُّ يحفظك من كلِّ سوءٍ، الربُّ يحفظُ نفسَك، الربُّ يحفظُ دخولَك وخروجَك. وكيف ننسى القائل: إن عصفوراً لا يسقطُ على الأرضِ بدون إذنِ أبيكم السماوي، وإنكم أفضل من عصافير كثيرةٍ. والجُبن هو وليد قلة الإيمان، وهو منتهى قلة الرجاءِ، وهو يرخي القلبَ ويجتذب الناسَ من اللهِ إلى بلدةِ الهلاكِ. فلنفر منه يا ولدي، ولنُنَبِّه يسوعَ ربَّنا النائمَ فينا قائلين: يا عظيمُنا خلِّصنا، وهو ينتهر الريحَ ويُسكِّن الأمواجَ. لنترك الآن القصبةَ المرضوضةَ ونلتمس عصا الصليبِ التي شقَّت البحرَ وأغرقت فرعون الفعلي، ونتكل ملقين أنفسَنا على الذي صُلب من أجلِنا، لأنه يعرفُ كيف يرعانا نحن غنمَه ويطرد عنا الذئابَ الرديئةَ. يا ولدي، إني لمتعجبٌ منك كيف تفزع من العبيدِ الوقوفِ خارجاً، ولا تفكر في السادةِ الذين هم من داخل، لأن اللصوصَ المحسوسين هم عبيدُ الشياطين اللصوصِ الفعليين، فينبغي لك أن تعرفَ بالنعمةِ أن اللصوصَ أتوْك ولكن المسيحَ لم يتركك، فأسرع أنت في طلبهِ، واسأله أن يعينك لأنه مكتوبٌ: الربُّ قريبٌ من الذين يدعونه، والذين يرغبون إليه بالاستقامةِ، وهو يصنعُ مشيئةَ خائفيه ويسمع طلباتهم ويخلصهم. فاقترن بسيدِك ملتصقاً به وهو يطردُ عنك كلَّ الأردياء، ويُبطِلُ قوَّتَهم».
  رد مع اقتباس