عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 11:00 AM   رقم المشاركة : ( 10 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال الأب أموس: «ستةُ دروبٍ توجد للتوبةِ: ذمُ الخطايا والإقلاعُ عنها، الإقرارُ بها، الندامةُ عليها، الصفحُ عن خطايا القريبِ، تركُ دينونةِ المخطئين، وتمسكن القلبِ».
قال أحدُ الشيوخِ: «احرص بكلِّ جَهدِك لئلا تسقط، لأن الوقوعَ لا يليقُ بالمجاهدِ القوي، فإن عَرَضَ لك أن تقع، للوقتِ اطفُر واستمر أيضاً في الجهادِ، ولو عَرض لك ذلك ربواتٍ من المراتِ لتربحَ النعمةَ ربواتٍ من الدفعاتِ. وليكن ذلك، أعني النهوضَ والقيامَ، إلى حينِ موتِكَ، لأنه مكتوبٌ: إن سقط البارُ سبعَ مراتٍ، يعني طولَ الدهرِ السباعي، فإنه يقومُ سبعَ دفعاتٍ، إنك تُحسَب مع القائمين ما دمتَ ممسِكاً بسلاحِ التوبةِ بدموعٍ، فتذرَّع بهذه الوسيلةِ إلى الله لأنك وإن سقطتَ، فإنك تُمدَح بالأكثرِ ما دمتَ ملازماً الرهبانِ، مثلَ جندي شجاعٍ يقبلُ الضرباتَ مواجهة. حتى ولا في حالِ ضربهم، إياك أن تتراخى وتتباعد، ولكن إن انفصلتَ عن الرهبانِ فإنك تُضرب على ظهرِك كهاربٍ جبانٍ طارحٍ سلاحَه».
قال شيخٌ آخرُ: «إني رأيتُ قوةَ النعمةِ الإلهيةِ الحالة في عمادِ النورِ، هي كما هي، حالةً في وقتِ التسربل بالزي الإسكيمي، أما الذي يطرحُ عنه زي الرهبنةِ فلا حظَّ له مع المؤمنين، بل يُرتَّب مع جاحدي الإيمان، ويُعاقَب، متى لم يتب لله توبةً بالحقِ من كلِّ قلبهِ».
قيل عن أخ إنه وقع في تجربةٍ، ومن الشدةِ ترك إسكيمَ الرهبنةِ، لكنه رجِع وندِم، وأراد أن يبدأَ في تدبيرِه الأول، فساعده الربُّ ولم يتركه حتى خلص من مناصبةِ العدوِ.
في بعضِ الأوقاتِ، قامت سفينةٌ من ديولفن، ورمتها الرياحُ إلى بعضِ الجبالِ حيث كان هناك رهبانٌ، فخرجت امرأةٌ من السفينةِ، وجلست على الشاطئِ فوقَ تلٍّ من الرملِ، واتفق حينئذ أن جاء أحدُ الرهبانِ ليملأَ جرَّتَه، فأبصرَ المرأةَ، فرمى الجرةَ وعاد مبادِراً إلى رئيسِ الديرِ وقال: «يا أبتاه عند النهرِ امرأةٌ جالسةٌ». فلما سمع الشيخُ قولَه، خفق قلبُه، ثم أخذ عصاه وخرج بسرعةٍ وهو يصيحُ قائلاً: «أغيثوني، فقد جاءنا لصوصٌ أشرارٌ». فلما أبصروا انزعاجَ الشيخِ لَحِقوا به حاملين عِصيهم إلى النهرِ، فلما رأى النوتية قدومَهم عليهم هكذا، خطفوا المرأةَ من فوقَ التلِ بسرعةٍ، ووضعوها في السفينةِ، وقطعوا حبلَ السفينةِ وتركوها منحدرةً في جريانِ النهرِ.
  رد مع اقتباس