عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 10:52 AM   رقم المشاركة : ( 203 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

سؤال: «كيف أقدر أن أُمسكَ بطني وأن آكلَ دون حاجتي، لأني لا أستطيعُ صبراً»؟
الجواب: ليس أحدٌ يفلِتُ من هذا الأمرِ، إلا الذي بلغ إلى مقدارِ ذلك الذي قال: «إني نَسيْتُ أكْلَ خبزي من صوتِ تنهدي، وقد لَصِقَ لحمي بعظمي». فمَن كانت حالهُ هكذا، فإنه يأتي بسرعةٍ إلى قلةِ الطعامِ لأن دموعَه تصيرُ له مثلَ الخبزِ، ويبدأ إذ ذاك يتغذى من نعمةِ الروحِ القدس. صدقني يا أخي، إني أعرفُ إنساناً يعلم الربُّ أنه قد بلغ إلى هذا المقدارِ الذي ذكرتُ، حتى أنه كان لا يأكل في كلِّ أسبوعٍ مرةً أو مرتين، وكان مراراً كثيرةً يُسبى في النظرِ الروحاني، ومن حلاوةِ ذلك كان ينسى أكْلَ الطعامِ المحسوس، وكان إذا أراد أن يأكلَ يشعر كأنه شبعانٌ، ولا يجدُ لذّةً للطعامِ، وكان يأكلُ بدونِ شهوةٍ، لأنه كان يشتهي أن يكونَ دائماً مع الله، وكان يقول: «أين نحن»؟
فقال الأخُ السائل: «أنا أطلبُ إليك يا أبي أن توضِّحَ لي قوةَ هذا الأمرِ، وكيف يصيرُ الإنسانُ إلى ما ذكرتَ، فإني أجهلُ ذلك، وإذا أنا بدأتُ أقلِّل طعامي، فما يدعني الضعفُ حتى أعودَ إلى المقدارِ الأولِ، وأنت قلتَ لي إن الذي يبلغُ إلى المقدارِ الذي قيل فيه: إن لحمي لصق بعظمي من صوتِ تنهدي، هذا يصير إلى قلةِ الطعام، فبيِّن لي هذا الأمرَ»؟
قال الشيخ: هذا هو التصاقُ اللحمِ بالعظمِ، أن تصيرَ جميعُ أعضاءِ الإنسانِ ملتصقةً، أي أن تكونَ أفكارُ الإنسانِ كلُّها فكراً واحداً بالله، عند ذلك يلتصق الجَسَداني ويصير روحانياً، ويلحق الجسدُ بالفكرِ الإلهي، وحينئذ يصيرُ الفرحُ الروحاني في القلبِ يُغذِّي النفسَ ويُشبعُ الجسدَ، ويقوى كلاهُما حتى لا يكون فيهما ضعفٌ ولا ملل، لأن ربَنا يسوعَ المسيح إذ ذاك يكون الوسيطَ ويوقف الإنسانَ بالقربِ من الأبوابِ التي ليس داخلها حزنٌ ولا وجعٌ ولا تنهد. وحينئذ يتمُّ القولُ: «حيث يكون كنزُك، فهناك يكون عقلُك». فالذي يبلغُ إلى هذا المقدارِ فقد اقتنى الاتضاعَ الكاملَ بيسوعَ المسيحِ ربنا الذي له المجد إلى الأبد آمين.
من كلام القديس سمعان العمودي: «إذا كانت حُمَّى الجسدِ تمنعه من أن يعملَ أعمالَه الجَسَدَانية، كذلك مرضُ النفسِ بالخطيةِ يمنعها من ممارسةِ أعمالِ الحياةِ الروحانية، فالله يريدُ من النفسِ أن تحبَّه وتطلبه بحرصٍ، فإذا أحبَّته وطلبته بكلِّ قوَّتِها، فحينئذ يسكنُ فيها ويملك على أفكارِها فيهديها إلى ما يريدُ لها».
قال شيخٌ: «إنَّ الله يطالبُ الإنسانَ بثلاثةٍ: العقلَ، الكلامَ الروحاني، والعملَ به. المجدُ الباطل يتولَّد من ثلاثةٍ: طلب التعليم، وطلب الاتساع في الأشياءِ، وطلب الأخذ والعطاء. وثلاثةٌ تسبقُ كلَّ خطيةٍ: الغفلة، النسيان، والشهوة. حاملُ الأمواتِ يأخذُ الأجرةَ من الناسِ، وحاملُ الأحياءِ، أعني المحتمل، يأخذُ الأجرةَ من الله».
سأل أخٌ الأنبا بيمين قائلاً: «كيف ينبغي للراهبِ أن يجلسَ في قلايتهِ»؟ فقال له: «أما الظاهر من الجلوسِ في القلايةِ فهو أن تعملَ بيدِك، وتأكلَ مرةً واحدةً فقط كلَّ يومٍ، والهذيذ في الزبور وقراءة الكتب والتعليم، أما غيرُ الظاهرِ والسرِّي من الأمور فهو أن تلوم نفسَك في كلِّ أمرٍ تصنعه وحيثما توجهتَ، وفي ساعة صلاتك لا تتوانَ من جهةِ أفكارك، وإن أردتَ أن تقوم من عمل يديك إلى الصلاةِ، فقم وأكمل صلاتك بلا سجس، وتمام هذا كله أن تسكن مع جماعةٍ صالحةٍ، وتتباعد من جماعة السوء».
وقال له أخٌ: «إني خاطئ فماذا أعملُ»؟ فقال له: «مكتوبٌ: خطيئتي أمامي في كلِّ حينٍ، فأنا أهتمُّ بآثامي وأعترفُ بذنبي، فقلتُ أكشف خطيئتي أمامَ الربِّ وهو يغفرُ لي نفاقَ قلبي». وقال: «من يضبط فَمَه فإن أفكارَه تموت، كالجَرَّةِ التي يوجد فيها حياتٌ وعقارب وسُدَّ فمها فإنها تموت».
  رد مع اقتباس