عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 10:42 AM   رقم المشاركة : ( 9 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال الأنبا أنطونيوس: «رأيتُ رهباناً كثيرين، قد وقعوا في دهشةِ عقلٍ، وذلك بعد تعبٍ كثيرٍ، والسبب في ذلك، هو أنهم توكَّلوا على معرفتِهم وحدهم، ولم يصغوا إلى الوصيةِ القائلة: اسأل أباك فيخبرك، ومشايخك فيقولون لك».
ودفعة جاء شيخٌ كبير في زيارةٍ للأنبا أنطونيوس في البريةِ، وهو راكبٌ حمارَ وحشٍ، فلما رآه الشيخُ قال: «هذا سَفَرٌ عظيم، ولكني لستُ أعلم إن كان يصلُ إلى النهايةِ أم لا».
وقيل إن شيوخاً كانوا قاصدين الذهاب إلى أنبا أنطونيوس، فضلُّوا الطريقَ، وإذ انقطع رجاؤهم، جلسوا في الطريقِ من شدةِ التعبِ، وإذا بشابٍ يخرجُ إليهم من صدرِ البريةِ، واتفق وقتئذ أن كانت هناك حميرُ وحشٍ ترعى، فأشار إليها الشابُ بيدِه، فأقبلت نحوه، فأمرها قائلاً: «احملوا هؤلاء إلى حيث يقيم أنطونيوس». فأطاعت حميرُ الوحشِ أمرَه. فلما وصلوا، أخبروا أنطونيوس بكلِّ ما كان، أما هو فقال لهم: «هذا الراهبُ يشبه مركباً مملوءاً من خيرٍ، لكني لستُ أعلمُ إن كان يصلُ إلى الميناءِ أم لا». وبعد زمانٍ ابتدأ الشيخُ يبكي وينتف شعرَه فجأة. فقال له تلاميذُه: «ماذا حدث أيها الأب»؟ قال لهم الشيخُ: «عمودٌ عظيمٌ للكنيسةِ قد سقط في هذه الساعةِ، أعني ذلك الشاب الذي أطاعته حميرُ الوحشِ». وأرسل الشيخُ تلاميذَه إليه، فوجدوه جالساً على الحصيرِ يبكي. فلما رأى تلاميذَ أنطونيوس، قال لهم: «قولوا للشيخِ أن يطلبَ إلى اللهِ كي يمهلني عشرةَ أيامٍ لعلي أتوب»، وقبل أن يتم خمسةَ أيامٍ توفي.
  رد مع اقتباس