عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 10:41 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

وقيل عن الأب يوحنا السرياني: إنه كان عديمَ الشرِ جملةً، فقد حدث في بعضِ الأيامِ أن اقترض ديناراً من بعضِ الإخوةِ، وابتاع به كتاناً ليعمله. فأتاه أحدُ الإخوةِ وطلبَ منه أن يعطيه بعضاً من الكتانِ، فأعطاه بفرحٍ. وسأله آخرُ، فأعطاه بانبساطٍ. وأخيراً أتاه صاحب الدينار طالباً دينارَه، فقال له الشيخُ: «ها أنا مهتمٌ بردِه إليك». وللوقت قام منطلقاً إلى أنبا يعقوب – صاحب الدياكونية – ليأخذ منه ديناراً ليدفعه للأخِ، وفي طريقِه إليه، وقع بصرُه على دينارٍ مطروحٍ على الأرضِ، فلم يأخذه، بل صلَّى صلاةً وعاد إلى قلايتهِ. فرجع إليه الأخُ مطالباً إياه بالدينار، وألحَّ عليه في الطلبِ، فقال له الشيخُ: «ها أنا ماضٍ لأحضرَه لك». وقام ومضى، فوجد الدينارَ في نفسِ المكانِ مطروحاً، فصلى صلاةً وأخذه. وجاء إلى أنبا يعقوب وقال له: «إنه في كلِّ مرةٍ أجيءُ فيها إليك، أجدُ هذا الدينارَ مطروحاً على الأرضِ، فاصنع محبةً ونادِ في جميعِ الجبلِ لئلا يكون قد سقط من أحدِ الإخوةِ». فنادى في كلِّ ذلك الجبلِ، فلم يوجد أحدٌ ضاع منه دينارٌ. فقال الشيخُ لأنبا يعقوب: «إني مديونٌ لفلان الأخِ بدينارٍ، فادفعْهُ له، لأني كنتُ آتياً إليك لأتصدَّق منك ديناراً له». فعجب أنبا يعقوب كيف كان مديناً، ولم يأخذ الدينارَ الذي وجده، ليوفي دينَه. وكان كلُّ من يأتيه طالباً شيئاً يعطيه، لكنه لم يكن يعطي بنفسِه، بل كان يقول للسائل: «ادخل أنت وخذ ما تريد». وإذا ردَّ له أحدٌ شيئاً كان يقول له: «ضعه موضعَ ما أخذتَه». أما الذي لا يردُّ له، فما كان يطالبه قط.
  رد مع اقتباس