عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 10:41 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

قال شيخٌ: «إذا كان راهبٌ مقيماً في موضعٍ، وأراد أن يصنعَ في ذلك الموضعِ خيراً، ولم يستطع، فلا يظن هذا أنه إذا ذهب إلى موضعٍ آخر، يستطيعُ أن يصنعَ ذلك الخيرَ».
وقال شيخٌ آخر: «إذا أقام راهبٌ عمَّال في موضعٍ مع رهبانٍ غير عمَّالين، فإنه لا يفلح إلا إذا ضبط نفسَه، ولم يرجع إلى الوراء، ويكون بذلك مستحقاً جزاءً صالحاً، أما الراهب البطال، الذي يقيم بين مجاهدين فإن هو انتبه فإنه يمشي إلى قدام، ولن يرجع إلى وراء».
كذلك قال شيخٌ: إذا كان وجعٌ يقاتلك في موضعٍ ما، وتترك ذلك الموضع ظناً منك أنه يخف عنك دون أن تقاتلَه، فاعلم أنك إذا لم تغلبه حيث قاتلك، فإنه سوف يسبقك إلى كلِّ موضعٍ تمضي إليه، لأني أعرفُ أخاً كان ساكناً بديرٍ، وكان مداوماً على السكوتِ، إلا أنه كان كلَّ يومٍ يتحرك من وجع الغضبِ، فقال في نفسِه: «أمضي وأسكن وحدي في قلايةٍ، وحيث أنه لن يكونَ هناك أحدٌ ساكناً، فسوف أهدأ، ويخف عني الوجع». فخرج وسكن وحدَه في مغارةٍ، وفي أحد الأيامِ ملأ القلةَ ماءً، ووضعها على الأرضِ، ولوقتها تدحرجت وانسكب ما فيها، فأخذها وملأها مرةً ثانيةً، ووضعها، فانسكبت كذلك، فملأها دفعةً ثالثةً، فانقلبت أيضاً. فغضب وأمسكها وضرب بها على الأرضِ فكسرها. فلما جاء إليه قلبُه علم أن الشياطين قد سخروا منه، فقال:« هوذا قد غُلبتُ وأنا في الوحدة كذلك، فلأذهب إلى الدير لأنه في كلِّ موضعٍ يحتاجُ الإنسانُ إلى جهادٍ وصبرٍ ومعونةٍ من الله». ثم قام ورجع إلى موضِعِه».
قال شيخٌ إنه كان قد جُرِّب بأفكارٍ تسع سنين حتى أنه يئس من خلاصِه، ومن الخوفِ كان يقول:« هلكتُ». ولما كاد أن ينقطعَ رجاؤه بالكليةِ، صار إليه صوتٌ قائلاً: «إن الشدائدَ التي لحقتْ بك في هذه السنين التسع، هي أكاليلٌ لك، لا تكلَّ من الجهادِ». فلما سمع هذا، تقوَّى بالرجاءِ وخَفَّت عنه الأفكارُ.
  رد مع اقتباس