عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 10:38 AM   رقم المشاركة : ( 166 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

وقال أيضاً: «إن الجهلَ بما في الكتبِ جُرفٌ عظيمُ السقوطِ، وهوَّتُه عميقةٌ».
وقال أيضاً: «إن الذي لا يعرف النواميسَ الإلهية، فقد ضيَّع رجاءَ خلاصِهِ».
كذلك قال: «إن خطايا الأبرارِ على شفاههِم، أما خطايا المنافقين فهي في جميعِ أجسادِهم، من أجلِ ذلك يقول النبي: ضع يا ربُّ حافظاً على فمي وباباً حصيناً لشفتيّ. وأيضاً: قلتُ أحفظُ طريقي كيلا أُخطئ بلساني».
كما قال: «إن الله يتركُ للخطاةِ رأسَ المالِ إزاء توبتِهم، مثل الزانية والابن الشاطر، فأما الصديقون فإنه يطلب منهم رأسَ المالِ مع ربحِه، إذ قال له المجد لتلاميذِه: إن لم يزد برُّكم على الكتبةِ والفريسيين، فلن تدخلوا ملكوتَ السماوات».
وأيضاً قال: «إن الربَ إلهَنا يبيع ملكوتَه للناسِ بشيءٍ يسير، بكسرةِ خبز، بثوبٍ بالٍ، بكأسِ ماءٍ بارد، بفَلْسٍ واحدٍ، وذلك إذا قُدمت بإفرازٍ».
حدث في ذاتِ يومٍ أن التقى القديس أفرآم السرياني بامرأةٍ فاسدةٍ، وراودته عن نفسِها كي يشتركَ معها في جماعٍ نجسٍ، وإلا شنَّعت عنه، فقال لها: «إن بعضَ الإخوةِ اعتادوا المجيء إلى هنا، فاتبعيني إلى موضعٍ آخر». فتبعته. ولما اقتربوا من موضعٍ يجتمع فيه أناسٌ كثيرون، قال لها: «إني أرى أن نُكْمِلَ الفعلَ ههنا». فقالت له: «يا راهب، أما تستحي من كثرةِ هؤلاءِ الناس الذين يبصروننا ونحن في الفعلِ القبيح»؟ فقال لها: «وأنت يا امرأةُ، أما تستحين من اللهِ خالقِ الناس الذي ينظرنا في هذا الفعل القبيح»؟ فخزيت وانصرفت خائبة.
الأب ألوجيوس: جاء عنه أنه كانقساً، وكان يتنسك نسكاً زائداً، يصوم يومين يومين، وفي مرات كثيرةٍ كان يطوي الأسبوع كلَّه صائماً، وكان أكلُه لا يزيد عن الخبزِ والملح فقط، فمدحه الناسُ كثيراً، ولذلك كثُر نشاطه. فقام ومضى إلى شيخٍ يُسمى أنبا يوسف، ليعطي له وصايا أصعب في الجهادِ. فقبله الشيخُ بفرحٍ، وما كان عنده من خيرٍ صنع له به ضيافةً، فلما قدَّم المائدةَ، قال له تلاميذه: «إن القسَّ لا يأكلُ سوى خبزٍ وملح فقط»، فلم يُجبهم أنبا يوسف، بل كان يأكلُ وهو صامتٌ. فأقاموا عنده ثلاثة أيام، ولم ينظروا أنبا يوسف يصلِّي أو يرتل، لأنه كان يجعل عملَه مخفياً، فخرجوا من عنده وما استفادوا شيئاً. وبتدبيرٍ من الله، قامت ريحٌ عظيمةٌ وحدث ظلامٌ، فلم يقدروا على المسير، ورجعوا إلى قلاية الشيخِ، فسمعوه يصلي صلاةً حارةً بتسبيحٍ، فوقفوا خارج القلايةِ مدةً كبيرةً، وفي النهايةِ قرعوا البابَ، فسكت وفتح لهم، وقبلهم فرحاً. ولأجلِ شدةِ العطش أخذ ألوجيوس إناءَ الماءِ ليشربَ، فوجده ممزوجاً من ماءِ البحرِ وماء النهر، فلم يقدر أن يشربه، فرجع إلى ذاتهِ مفكراً، وإنه وقع على رجلي الشيخ قائلاً: «ما هذا يا أبتاه، إننا لم نسمعك تصلي لما كنا عندك، والآن وجدناك مصلياً، وأيضاً كنا نشرب الماءَ حُلواً، والآن وجدناه مالحاً». فقال الشيخُ: «إن الأخَ موسوسٌ فمزج الماء الحلو بماء البحر». فلم يقتنع القس ألوجيوس، وجعل يطلب إليه ملتمساً أن يعرفَ الحقَّ. فقال الشيخُ: «ذاك الماء أعددناهُ للمحبةِ، وهذا الماء الذي نشربه دائماً»، وأخذ الشيخُ في تثقيفه وتعليمه كيف يجبُ السيرَ بتمييز وإفراز، وكيف يقطعُ عنه الأفكارَ البشرية، كما علَّمه أن يكون مشاركاً (الإخوة) يأكل معهم ما يوضع قدامه، وأن يجعلَ عملَه مخفياً. فقال ألوجيوس: «بالحقيقةِ، إن هذا هو العمل».
  رد مع اقتباس