عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 10:37 AM   رقم المشاركة : ( 163 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

كان أنبا أبللو إذا جاءه أحدُ الإخوةِ طالباً معونَتَه في عملِه، فإنه يمضي معه بفرحٍ قائلاً: «لقد حُسِبتُ اليومَ مستحقاً لأن أعملَ مع الملكِ المسيحِ، وذلك أفضلَ جداً من نفسي».
قيل عن الأب بيصاريون إنه كان كالطيورِ، وكأحدِ الوحوش البرية، أكمل حياتَه بلا همٍ، ولم يهتم قط ببيتٍ، ولا خزَّن طعاماً، ولا اقتنى كتاباً، بل كان بكليتِهِ حراً من الآلام الجَسَدانية، راكباً فوق قوة الإيمان، صائراً بالرجاءِ مثل أسيرٍ للأمورِ المنتظرة، طائفاً في البراري كالتائه، عارياً تحت الأهوية، وكان يصبرُ على الضيقاتِ مسروراً، وكان إذا وجد مكاناً فيه أناسٌ، يجلس على الباب باكياً مثل إنسانٍ نجا من الغرقِ، فيخرج أحدُهم ويسأله قائلاً: «لماذا تبكي أيها الإنسان»؟ فيجيبه قائلاً: «إن لصوصاً وقعوا بي وأخذوا جميعَ غنى بيتي، ومن الموتِ أفلتُّ بعد أن سقطتُّ عن شرفِ نسبي». فإذا سَمع ذاك منه هذا الكلام المحزن، يدخل ويأتيه بقليلٍ من الخبزِ قائلاً له: «خذ هذا يا أبتاه، واللهُ قادرٌ أن يردَّ لك حاجتك». فيقول: «آمين»، ولا يأخذ شيئاً، بل كان يبكي ويقول: «اطلب أنت يا أخي، كي يردَّ لي الله شيئاً منها».
مضى إلى الأب بنيامين بعضُ الإخوةِ بالإسقيط، وأرادوا أن يصبُّوا له قليلاً من الزيتِ، فقال لهم: «هوذا الإناءُ الصغير الذي جئتم به منذ ثلاث سنين، موضوعٌ بحالِه كما تركتموه». فلما سمعوا عجبوا من جهادِ الشيخ وقالوا: «يا أبانا، هو ذا زيتٌ طيب، أما ذاك فإنه زيتٌ نَغل (أي زيتٌ مخلوط)». فلما سمع ذلك، رشم نفسَه بالصليب وقال: «إني ما علمتُ قط أن في الدنيا زيتاً غير هذا».
  رد مع اقتباس