وقيل عنه: «إنه ضفَّر في بعضِ الأوقات ضفيرةً تصلح لعمل زنبيلين، لكنه خاطها زنبيلاً واحداً ولم يعلم إلا عندما وصل إلى آخرِ الضفيرة، وذلك لأن فكرَه كان مشغولاً بالمناظر الإلهية».
ومرة جاء إليه بعضُ الإخوةِ ليأخذوا منه قُففاً فقرع أحدُهم، فخرج إليه وقال له: «ماذا تطلب أيها الأخ»؟ فأجابه: «قففاً». فتركه ودخل وجلس يُخيِّط. فقرع أخٌ آخر، فخرج إليه وقال: «ماذا تريدُ أيها الأخ»؟ فقال له: «هات لي قفةً يا أبتاه». فدخل وجلس يُخيِّط أيضاً. ثم إن الأخَ قرع مرة أخرى فخرج إليه وقال: «ماذا تريد يا أخي»؟ فقال: «القفف، أيها الأب». فأمسكه بيدِه وأدخله إلى القلايةِ وقال: «إن كنتَ تريد قفةً فخذ ما تريده منها واخرج، فإني لستُ متفرغاً لك في هذه الساعةِ».
ومرة جاءه جمَّال ليحمل أوعيته. فلما دخل ليُحضر له الضفائرَ نسيها لأنه كان مشغولاً بالتأملِ في المناظر المعقولة الإلهية. وإن الجمَّال قرع البابَ فخرج إليه ونسي مرة أخرى. فقرع الجمّالُ البابَ مرة ثالثة، فخرج إليه ثم دخل وهو يقول: «الضفائر للجمّال الضفائر للجمّال».
وقال أيضاً: «يجب على الراهب كلَّ يومٍ إذا قام بالغداةِ أن يتخذَ لنفسهِ وصيةً إلهية، وأن يقتني طولَ روحٍ واحتفاظاً من القلبِ وصلاةً دائمة مع طهارةِ لسان، وأن يجعل نفسَه تحت كلِّ الخليقةِ بالابتعاد عن الهيوليات».