لذلك اعلم يقيناً أن كلَّ إنسانٍ يأكلُ ويشربُ بلا ضابطٍ ويحبُّ أباطيلَ هذا العالم فإنه لا يستطيع أن ينالَ شيئاً من الصلاحِ بل ولن يدركه، لكنه يخدع نفسَه. إن آثرتَ أن تتوبَ إلى الله فاحترز من التنعمِ فإنه يثير سائرَ الأوجاعِ ويطرد خوفَ الله من القلبِ. اطلب خوفَ الله بكلِّ قوتِك فإنه يُزيلُ كلَّ الخطايا. لا تحب الراحةَ ما دمتَ في هذه الدنيا. لا تأمن للجسدِ إذا رأيت نفسَك مستريحاً من المحاربات في أي وقتٍ من الأوقات. لأنه من شأن الأوجاعِ أن تثورَ فجأة بخداعٍ ومخاتلةٍ عسى أن يتوانى الإنسانُ عن السهرِ والتحفظِ، وحينئذ يهاجمُ الأعداءُ النفسَ الشقية ويختطفونها. لذلك يحذِّرُنا ربنا قائلاً: «اسهروا»، له المجدُ الدائم إلى الأبد، آمين.