محبةُ المقتنياتِ تزعجُ العقلَ، والزهدُ فيها يمنحه استنارةً. صيانةُ الإنسانِ أن يقرَّ بأفكارهِ ومن يكتمها يثيرُها عليه. أما الذي يقرّ بها فقد طرحها عنه. كمثلِ بيتٍ لا بابَ له ولا أقفال يدخلُ إليه كلُّ من يقصده، كذلك الإنسان الذي لا يضبط لسانَه. وعلى مثالِ الصدأ الذي يأكل الحديدَ كذلك يكون مديحُ الناسِ الذي يُفسد القلبَ إذا مال إليه. وكما يلتفُّ اللبلاب على الكرمِ فيُفسد ثمرَه، كذلك السُبح الباطل يُفسد نمو الراهب إذا كثر حوله. وكما يفعل السوسُ في الخشبِ، كذلك تفعل الرذيلةُ في النفسِ. تواضع القلب يتقدم الفضائلَ كلَّها وشهوةُ البطنِ أساسُ كلِّ الأوجاع. الكبرياءُ هي أساسُ الشرورِ كلِّها والمحبةُ هي مصدرُ كلِّ صلاحٍ. أشرُّ الرذائلِ كلِّها هي أن يزكِّي الإنسانُ نفسَه بنفسِه. من ينكر ذاتَه يسلك في سلامٍ. والذي يعتقد في نفسِه أنه بلا عيبٍ فقد حوى في ذاتِه سائرَ العيوب. الذي يخلط حديثَه بحديثِ أهلِ العالم يُزعج قلبَه، والذي يتهاون بعفةِ جسمِه يخجلُ في صلاتهِ. محبةُ أهلِ العالم تُظلمُ النفسَ والابتعادُ عنهم يزيدُ المعرفةَ. محبةُ التعبِ عونٌ عظيمٌ وأصلُ الهلاكِ هو الكسل.