وكثيراً ما كان يقول:«من يُذلُّ نفسَه لشربِ الخمرِ لا يمكنه أن يخلصَ من شرِ الأفكارِ وقُبحِ الأعمالِ. فإن لوطاً لما امتلأ من السُكرِ وقع في مجامعةٍ مغايرةٍ للناموس الطبيعي».
وقال أيضاً: «إن كنتَ مشتاقاً إلى مُلك السماءِ، فاترك غنى العالم. وإن آثرتَ النياحَ هناك، فالزم التعبَ ها هنا، وإن أردتَ الفرحَ هناك، لا تكف عن البكاءِ ها هنا».
وقال أيضاً: لا يمكنك أن تحيا حياةً إلهيةً ما دمتَ محبّاً للَّذاتِ.
وكان إذا مضى إليه إنسانٌ فإنه يدخلُ إلى القلايةِ الداخليةِ ويكلِّمه من داخلِ البابِ. فقال له الإخوةُ: «لماذا تفعلُ هكذا»؟ فقال لهم: «إن الوحوشَ إذا أبصرت من يُخيفها هربت إلى جحورِها ونجت».
وقال أنبا بيمين: إن أنبا إيسيذوروس كان يُضَفِّرُ في كلِّ ليلةٍ حزمةَ خوصٍ. فسأله الإخوة قائلين: «أيها الأب، أَرِح نفسَك لأنك قد شختَ». فأجابهم: «لو أحرقوا إيسيذوروس بالنارِ وذرُّوا رمادَه، فلن يكون لي فضلٌ، لأن ابنَ اللهِ من أجلي نزل إلى الأرض».
يتبع