وقال: إن السيرةَ الصالحةَ بدونِ كلامٍ نافعةٌ، أما الكلامُ بغيرِ عملٍ فهو باطلٌ. لأن أحدَهما بسكوتِه ينفعُ والآخرَ بكثرةِ كلامهِ يُقلِقُ. فإذا استقام القولُ مع العملِ كَمُلَت فلسفتُه.
وقال أيضاً: إن الشرَ أزاغ الناسَ عن معرفةِ اللهِ. وفرَّق الناسَ بعضهم عن بعضٍ. فلنبغض إذاً الشرَ ولنطلب السلامةَ لبعضِنا البعضِ وبذلك تكمُل فلسفةُ الفضيلةِ.
وقال أيضاً: إن شرفَ التواضعِ عظيمٌ وسقوطَ المتعاظمِ فظيعٌ جداً، وإني أُشير عليكم بأن تلزموا التواضعَ فلن تسقطوا أبداً.
وقال أيضاً: إن محبةَ المقتنياتِ متعبةٌ جداً تؤدي إلى نهايةٍ مريرةٍ لأنها تسببُ اضطراباً شديداً جداً للنفسِ. فسبيلُنا أن نطردَها منذُ البدءِ، لأنها إن أزمَنَت فينا صار اقتلاعُها صعباً.
وقيل عنه: اتفق أن دعاه أحدُ الإخوةِ إلى تناولِ الطعامِ، فرفض الشيخُ قائلاً: «إن آدمَ بالطعامِ خُدع فصار خارج الفردوس بأكلةٍ واحدةٍ». فقال له الأخُ: «أبهذا المقدارِ تخشى الخروجَ خارج القلايةِ»؟ قال له الشيخُ: «وكيف لا أخشى يا ولدي، والشيطانُ يزأرُ مثلَ سبعٍ ملتمساً من يبتلعه».
يتبع