عرض مشاركة واحدة
قديم 18 - 10 - 2017, 09:56 AM   رقم المشاركة : ( 63 )
sama smsma Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية sama smsma

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 8
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : قلب طفلة ترفض أن تكبر
المشاركـــــــات : 91,915

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

sama smsma غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب بستان الرهبان

الأنبا إيسيذوروس قس الإسقيط


قيل عن الأبِ الكبير إيسيذوروس قس الإسقيط: إنّ كلَّ من كان عنده أخاً صغيرَ النفسِ أو شتَّاماً أو عليلاً ويطرده من عندِه، كان القس إيسيذوروس يأخذُه إلى عندِه ويطيلُ روحَه عليه ويخلِّص نفسَه.
سأله الإخوةُ مرةً قائلين: «لماذا تفزع منك الشياطين»؟ فقال لهم: «لأني منذ أن صرتُ راهباً حتى الآن لم أَدَع الغضبَ يجوزُ حلقي إلى فوق».
وقال أيضاً:«ها أنا لي أربعون سنة، كنتُ إذا أحسستُ بعقلي بالخطيةِ خلالها، لا أخضع لها قط حتى ولا للغضبِ».
وقيل عنه أيضاً: إذا أوعزت إليه الأفكارُ بأنه إنسانٌ عظيمٌ، كان يجيبُها قائلاً: «ألعلي مثل أنبا أنطونيوس أو أصبحتُ مثل أنبا بموا»؟ وإذ كان يقولُ ذلك يستريحُ فكرُه. وإذا قالت له الشياطين: «إنك ستمضي إلى العذابِ». فكان يجيبُهم: «إن مضيْتُ إلى العذابِ فسوف تكونون تحتي».
وكان يقول: «هكذا يجبُ أن يكونَ فهمُ القديسين أن يعرفَ الإنسانُ مشيئةَ اللهِ وأن يكونَ بكليتِهِ سامعاً للحقِّ خاضعاً له، لأنه في صورةِ اللهِ ومثالِهِ، وأن من أشرِّ الأعمالِ كلِّها أن يطيعَ الإنسانُ إرادَتَه ويخالفَ إرادةَ اللهِ، وأن يكون له هوىً في شيءٍ وفي غيرهِ هوىً آخر. فأما الذي يجدُ طريقَ القديسين ويمشي فيها فإنه يُسَرُّ بالأحزانِ، لأن سبيلَ الخلاصِ مملوءٌ أحزاناً».
توجّه الأنبا إيسيذوروس مرةً إلى البابا ثاؤفيلس بطريرك الإسكندرية، ولما رجع سأله الإخوةُ عن حالِ مدينة الإسكندرية. فقال لهم: «إني لم أبصر فيها إنساناً إلا البطريرك وحدَه». فتعجبوا وقالوا له: «أتريدُ أن تقولَ إن مدينةَ الإسكندرية خاليةٌ من الناسِ». قال: «كلا، لكني لم أسمح لعقلي أن يفكرَ في رؤيةِ أي إنسانٍ».

يتبع
  رد مع اقتباس