وقيل عنه: إنه مكث زماناً يبني مع تلاميذهِ قلايةً، فلما تمت وجلسوا فيها ظهر له في الأسبوعِ الأولِ أمرٌ ضايقه. فقال لتلاميذه: «هيا بنا ننصرفُ من هنا». فانزعجوا جداً قائلين: «حيث إنك كنتَ عازماً على الانصرافِ فلماذا تعبنا في بناءِ القلايةِ؟ ألا يصبح من حقِّ الناسِ الآن أن يشكُّوا قائلين: إن هؤلاءَ القومِ لا ثبات لهم»؟ فلما رآهم صغيري النفوس هكذا، قال لهم: «إن شكَّ قليلون منهم فكثيرون سوف ينتفعون ويقولون: طوبى لأولئك الذين من أجلِ الربِّ انتقلوا واختبروا كلَّ شيء. فمن أراد منكم أن يتبعني فليجئ لأني قد اعتزمتُ نهائياً على الانصرافِ». فما كان منهم إلا أن طرحوا أنفسَهم على الأرضِ طالبين إليه أن يأذنَ لهم بالمسيرِ معه.
وقيل عنه أيضاً: إنه لما كان ينتقلُ، ما كان يرافقُه أحدٌ سوى الجريدةِ التي كان يشقُّ بها الخوصَ لا غير