- قد يتوب صاحب العثرة ولكن هل نضمن توبة من عثروا بعثراته؟؟
- أنقطع صبي عن حضور دورس التربية الكنسية وإجتماعات الكنيسة وقداساتها ولم تكن هذه هي عادته، لقد كان مضرب المثل في المواظبة والمثابرة والإهتمام، مما دعا الكاهن أن يذهب ليفتقده، وفي البيت طلب الإبن من الأب الكاهن أن يجلس معه بمفرده.. وسأله الإبن بقوله: ليه بتمنعونا من دخول السينما . وهل رؤية المناظر الخليعة حرام أم حلال ؟ وهل هذا يليق بخادم في مدارس التربية الكنيسة؟ وهل تنهونا عن شئ وتعملوه أنتم؟ وإستفسر الكاهن من الإبن عما يقصده.. فعرف منه أنه رأى بعينى رأسه خادمه في التربية الكنسية، يقف على شباك تذاكر السينما ويقطع تذكره دخول.. وذهب الكاهن إلى هذا الخادم ليعرفه أنه كان سبباً في عثرة واحد من تلاميذه، وعليه أن يعالج هذه العثرة بإسلوب روحي حكيم.. فعرف منه هذه القصة : أنا لم أدخل السينما قط؟ وقوفي على شباك تذاكرها ليس ليكون لي نصيب روادها، وإنما كان هذا لأنني إحتجت إلى فكة نقود لشراء بعض الحاجيات ولم أجد الفكة إلا في شباك التذاكر.
- السيد المسيح نفسه قال للقديس بطرس "وَلَكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ" (مت27:17).
حقاً هناك من تعثرهم دون أن تدري .. وهناك من تظلمهم دون أن تدري.
هل تعلموا أن هناك شجرة غريبة:
توجد شجرة غريبة تدعى شجرة يهوذا ينجذب إلى أزهارها الجميلة كثير من الحشروات ولكنها تقبل بواسطة إمتصاص عصيرها السام لذلك ترى الأرض تحت هذه الشجار مملؤة بهذه الفرائس المكدسة فوقها. فمع أن الأزهار جميله تنم في الظاهر عن وجود أشياء حسنة بها للنحل، إلا أن النحل يجب أن يتجنبها إذا أراد الحياة وهكذا يعمد العدو إلى تقديم عسل الخطية المزعوم، ولكنه يضع فيه موتاً زؤاماً. إنه كعادته (يخفي السم في الدسم). هذا من لا يسمع لله وللكنيسة.
وهناك قصة قصيرة
نزل خنزير صغير في وحل وصار يرتمي على ظهره ويتحرك يميناً ويساراً. خافت الضفادع لئلا يصطدم بها الخنزير أو يسقط عليها فتموت.
- وقفت إحدى الضفادع الصغيرة تعاتب الخنزير، وتقول له: لماذا لم تخبرنا إنك ستلقى بكل جسمك في الوحل حتى نترك الوحل ولا نموت؟
- أجابها الخنزير: إني حر التصرف، ليس لأحد أن يمنعني.
- قالت الضفدعة: أما يهمك إنني أموت؟
- أجاب الخنزير: لو كنت سمينة مثلي ما كنت تموتين.
- ماذا أفعل يا صديقي الخنزير؟
- أن تأكلي كثيراً جداً .. وتنفخي نفسك، بدأت الضفدعة تأكل، وعادت تأكل أكثر فأكثر .. وأخذت تنفخ نفسها وكانت أمها تبكي وتحذرها من كثرة الأكل والنفخ. لكن الصغيرة تريد أن تصير سمينة كالخنزير. فلم تكن عن أن تنفخ نفسها حتى صارت كالبالون ثم إنفجرت فماتت.
ليتنا نسمع أمي الكنيسة لا الخنزيز فإن عدوي يظهر ليَّ كصديق يشغلني بالنهم والكبرياء (الإنتفاخ) بهما أحطم جسدي وأيضا نفسي. علمنى أن أشبع منك.
- "يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى حِكْمَتِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى فَهْمِي لِحفظ التَدابِير" (أم1:5)
- "طُوبَى لِلَّذِي يَقْرَأُ وَلِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ أَقْوَالَ النُّبُوَّةِ، وَيَحْفَظُونَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهَا، لأَنَّ الْوَقْتَ قَرِيبٌ" (رؤ3:1)
يا بنت قولي على من بكاكِ وأي خطبٍ أليم وهاكِ
إن كنت تبكين من قد فداك ردي دموعك حيٌ فتاكِ
أين الخصوصية؟؟
- ألم يقل آدم عن حواء إمرأة خصوصته "فَقَالَ آدَمُ: "هَذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ". لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً"
(تك2 23، 24).
- هنا الكلام واضح يلتصق بإمرأته ولم يقل يلتصق بنسائه .. وكذلك لكل زوجة لم يقل أنها تلتصق هي بأزواجها..
- القديس بولس الرسول بوحي من الروح القدس قال صراحة " لِيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتُهُ وَلْيَكُنْ لِكُلِّ وَاحِدَةٍ رَجُلُهَا" (اكو2:7) .. التخصيص هنا واضح كيف يتسنى لرجل أن يحضن سيدة ليقبلها أو شاب وشابة .. كيف تستبيحوا ذلك وكيف يرضى زوج لزوجته وزوجة لزوجها .. أين الحياء .. أين التحشم .. لقد ضاع الحياء والتحشم وصار الإنحلال الخلقي تحت ستار ية.. وتحت ستار المحبة وتحت ستار الأخوة.
- أصبحت العفة موضع إستهزاء .. وأصبح الجسد محل عبث وإستهانة للآخرين .. هذه فوضى روحية وخلقية وإجتماعية.
- ألم تقل الوصية العاشرة من وصايا الله "لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ" (خر17:20) ، (تث21:5) . القديس يعقوب الرسول يقول " الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتاً" (يع15:1)
- والقريب هنا هو أي إنسان في المجتمع البشري (لو27:6) .. يقول القديس أوغسطينوس قولاً مأثوراً "من ليس روحانيا حتى في جسده يصير جسدانياً حتى في روحه.
- الإنسان المسيحي يقي الذي يتوشح بالله ويتسربل بثوب النعمة يكون حريصاً على عدم تقديم أعضاءه آلات إثم للخطية .. يسلك بلياقة .. يتجدد ذهنه دائماً ليختبر إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة. "مُعْتَنِينَ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ قُدَّامَ جَمِيعِ النَّاسِ" (رو17:12).
- كل يوم مثمر وثابت في الرب هو يوم حي وكل يوم مر في الخطية هو يوم ميت. الإنسان الخاطي هو إنسان فاقد للكرامة . فاقد الإحترام هو لعبة في إيدي الشياطين وفي أيدي الأشرار ليست له هيبة بل أنه يفقد إحترام ذاته لذاته.
- شمشون الجبار بالخطية فقد قوته وكرامته وأذله وهزأ به أهل فلسطين (قض16: 19-25).
- يا إبنى ويا إبنتي يخدعك الشيطان بالعناد ويصور لك في الخطية ملاذاً وشهوات ويعدك بكرامات وإغراءات وعندما تذوق الخطية تجدها في الآخر مُرةٌ كالعلقم تقودك إلى الذل.
- تفقدك كل شئ .. تورثك الكآبه والضيق وتقودك إلى اليأس وتغطي بالخزي وجهك.
- ليه تفقد صورتك الإلهية وكرامتك وبساطتك ونقاوتك ليتك أيها الإنسان أن ترجع إلى الله بالتوبة وترجع لنقاوتك الأولى ويمنحك الله ثوباً جديداً أبيض.
- فلنتب "فَهَذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً وَكُتِبَتْ لإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ" (اكو11:10).
- تخير مشيريك وأبعد عن كل مشورة معثرة .. لا تتساهل مع الخطية "لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ" (أم 26:7)، تساهلك معناه أن مثالياتك بدأت تهتز .. بدأت تتنازل عن المستوى اللائق بك كصورة الله ومثاله (تك26:1).
- لا تتساهل مطلقاً مهما بدت الخطية بسيطة .. لا تقل هذا شئ بسيط أو أمر تافه لا يزعج الضمير، هذه ليست خطية .. هذا التصرف لا يعثرني ولن يترك أثراً فيَّ . كثيرون سقطوا لعدم التدقيق.
- الذي لا يحترس من الصغائر يمكن أن يقع في الكبائر وكل خطية هي تمرد على الله وإنفصال عنه ودنس وسقوط وضعف. لا تتساهل مع نفسك ولا تدللها ولا تسامحها بسهولة قل مع داود " وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً. (مز3:51)
- أعد تقييم سلوكك .. كثيرا ما يسلك البعض في طريق خاطئ، نتيجة للجهل وعدم المعرفة. ونتيجة لخديعة الشياطين لهم لذلك يقول الأب الكاهن طالباً المغفرة والصفح قائلاً "عن خطاياي وجهالات شعبك"