[walaa farouk]

لم يكن يسوع من ذوي الايدي الناعمة

كان (حِرفياً) ولَم يذكر الكتاب انه كان صاحب عمل ، ظل يذهب ويأتي ليصلح الأخشاب قبل ان يبدأ إصلاح العقول والقلوب .

أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ ابْنَ مَرْيَمَ، (مر٦: ٣)
أَلَيْسَ هذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ، (مت١٣: ٥٥)

استنكروه ونكروة كونه نجاراً بسيطا وليس له وضعا اجتماعيا كبيرا .

تتراقص الأخشاب والمسامير بين يدي الخالق كونه يداعبها كإنسان ، لم يكن عمله سهلا أو نزهةً أو حتي خلوة روحية ، بل كداً حقيقيا بكل ما يحمله العمل الحرفي من شقاء وعناء ،

الي ان بلغ ثلاثين عاما عمل كنجار ، هو خالق الكل خضع للزمن لما دخل الي الزمن ولكن لم يحدة الزمن.

انتظر الوقت المعين من الأب كإنسان
لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».(يو٢: ٤)

بينما البشر لا ينتظرون مشيئة الأب
فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ، وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ. (يو٧: ٦)

اذا كنت تعاني شقاء العمل فإعلم ان الله احتمله أيضا لأجلك كإنسان ، وإذا كنت تخر وتتألم تحت طائلة الصبر والانتظار فإنظر كيف خضع المسيح لترتيب الزمن .

كيف يا ابن الله خضعت للزمن ، أي صبر كنت تحمل في صدرك حين كانت البشرية تئن وتتمخض منتظرة خلاصك ؟ كيف ارتضيت النجارة ثلاثين عاما وانت اتيت للخلاص ؟
كيف كبرت ونموت كالبشر وفِي كل ضيقهم تضايقت ؟

بالحق انت اله يعجز معك العقل
لك كل المجد ، لك كل المجد