[Rena Jesus]

الطبيعي أننا المفروض نسعي و نجتهد عشان عاوزين نوصل لحاجة معينة زي مثلا
(نجاح في سنة دراسية ، الحصول علي وظيفة معينة ، الأرتباط بشريك عاطفي .. ألخ )
و السعادة بتكون ناتجة عن التمتع بالحاجة ديه ...
يعني تبذل اقصي ما عندك في المذاكرة فتنجح فتنسبط بمردود النجاح ده في حياتك ، بس للأسف اللي بيحصل دلؤتي مش كدة ..
إنما السعادة بقت مجرد نتيجة الوصول للشئ بس و مش المتعة بالشئ نفسه ،
و كأنها سعادة الإستراحة الأخيرة .. !!

فتحولت الحياة لمجرد سباقات شبه بعض بس بنهايات مختلفة ،
و بقي أسمي اهدافنا هو فقط الإنتهاء من السباق ،
فالفرحة بقت مقتصرة بس علي الوصول للنجاح مش مهم بقي حنعمل بالنجاح ده ايه أو ازاي حينعكس علينا !
كفاية أننا نجحنا ..

السعادة بقت أننا اخيرا اتجوزنا الإنسان ده ،
مش قضيتنا خالص حيضيف أيه الانسان ده في حياتنا او حنستمع ازاي معاه بمستقبلنا سوا ! ..
كفاية أننا وصلنا للي كنا عاوزينه ! ...
فذروة بهجتنا إننا نخلص اي طريق إحنا ماشين فيه بأي سلوك او أي صورة ممكنة ...
فوصل الأنسان لحالة من البؤس و الشح إن كل اللي ببحلم بيه أنه بس عاوز يوصل ! ..
و يمكن السبب هو أن السعي ورا الهدف بقي مؤلم و صعب لدرجة أن مجرد التحصل عليه بقي إنجاز خرافي ..

فانت بتوصل لهدفك منهك و مستنفذ لدرجة أن مفيش طاقة تانية لحتي إستقباله او التلذذ منه ..
فمفيش حاجة ممكن تكون تعيسة و مذرية أكتر من كدة عشان تسلخ اي لحظات معني و قيمة من حياة الإنسان ..
فأحنا بنعيش أقصي عصور إذلال المضمون الإنساني و تحجيمه في هيئة كائن بهيمي غير مقدر لجوهر ما يرمي له ...
تحويله لكائن غير عاقل بتسوقه الحياة للموت و كل طموحاته مجرد تحسين ظروف تلك النهاية الكئيبة ..