[walaa farouk]

تلَهَف نعمان على تراب أليشع، بعدما تعَفَف أليشع عن ذهب نعمان. يا له درسًا ثمينًا للزمان! عندما ترخص في عيوننا مشتهيات العالم، تزداد أمور الله غلاوة في عيون الراجعين إليه من العالم. علم أليشع بفطنته الروحية أن الوقت وقت عطاء واستعراض لنعمة الله المجانية وليس وقت أخذ، فأبى أن يأخذ هدايا نعمان ، فأدرك نعمان الآرامي أن الإله الكريم الذي يطهر من البرص بنعمته، ويملأ قلوب خدامه بالرضا؛ الإله الذي يسر بأن يبارك ويجود، هو الإله الحي الحقيقي الذي يستحق السجود.

كم نحتاج أن نتعلم هذا الدرس الهام ! أن النزاهة في الأمور المادية وتعفف اليدين، والقناعة وروح الرضى لهم تأثير قوي وفعال في كل دوائر علاقاتنا وخاصة مع الذين افتقدتهم النعمة حديثًا. وعلى نقيض ذلك ، نجد ان اكثر ما يعثر الآخرين ويسبب خصومات حتى بين اقرب الناس، بل ويطفيء الشهادة أيضًا؛ هو المطامع المادية واختلاس الحقوق . كما علينا ان نحذر من طرق الكسب السريع بطريقة غير قانونية أو على حساب حقوق الآخرين. ما أثمن شهادة المؤمن وما أفدح خسارتها بسبب ربح مادي زائل!!!.

ما اجمل قناعة ابراهيم امام ملك سدوم و قناعة دانيال امام ملك بابل!. ما ابشع طمع جيحزي !! وما أردأ اختيار لوط! ما أروع القناعة وتأثيرها! وما أبشع الطمع وعواقبه! أصلي من كل قلبي أن هذا الكلام يكون مصحوباً بقوة الروح القدس للتبكيت والتوبة ورد ما قد ُسلب لتعود الشهادة للرب بقوتها وتضيء من جديد

#احذروا_الطمع