[walaa farouk]

يسوع والأطفال

فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ الأَطْفَالَ أَيْضًا لِيَلْمِسَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمُ التَّلاَمِيذُ انْتَهَرُوهُمْ. أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ:«دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ ». (لو١٨)

نري هذا التصرف الغريب من التلاميذ (إنتهار الأطفال) فكثيرا ما ينظر للأطفال في تجمعات الكبار بنوع من أنواع العزلة الفكرية والنفسية ، فالأطفال يجب ان لا يمتثلوا في مكان الكبار

نري المسيح رب المجد يقدم نموذجا فريدا من التواصل والمحبة والاتضاع . يسوع دعي الأطفال وبدأ معهم وخلالهم حوّارة مع الكبار .

كثيرا ما نخطئ الظن ان الأطفال لا يملكون القدرة الذهنية للفهم والتواصل كالكبار مما يقودنا الي استبعادهم من نقاشنا وانتهارهم احيانا كثيرا

ولندرك جدا اننا نفعل ذلك ليس لعيب في الأطفال بل لعيب فينا نحن الكبار

حينما نفقد الاتصال معهم صغارا نبحث عنه وهم كبارا فلا نجده لأننا نحن من فقدناه

رب المجد وضع قاعدة هامه هنا
مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ

اَي ان الأطفال يملكون شيئا لا نملكة نحن ويجب ان نتعلمه منهم ، وان لم نتعلمه لن ندخل ملكوت الله

اذا القاعدة قلبت رأسا علي عقب فبالرغم من اننا ينبغي ان نعلم الاطفال لكن بالاحري ان نتعلم منهم

بل أرسل المسيح رسالة غاية في الخطورة
ساوي فيها نفسه بالأولاد فمن يقبل ولدا باسمه يقبله ومن يعثر واحدا فالويل له .

وَمَنْ قَبِلَ وَلَدًا وَاحِدًا مِثْلَ هذَا بِاسْمِي فَقَدْ قَبِلَنِي. وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ. (مت١٨)

رب المجد وضع قانونا لم يكن موجودا ولَم يكن احدا أبدا ليدركة وهو ان الطفل كامل الأهلية كونه طفلا