الأصحاح 2 العدد 1
يتعارض ما جاء في متى 2 مع ما جاء في لوقا 2, ورد في لوقا 2: 1 و2 في تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يُكتتب كل المسكونة, وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي سوريا , وهذا غلط، لأن المراد بكل المسكونة إما أن يكون جميع ممالك سلطنة روما، وهو الظاهر، أو جميع مملكة يهوذا, ولم يصرح أحد من قدماء المؤرخين اليونانيين الذين كانوا معاصرين للوقا أو متقدمين عليه قليلاً في تاريخه هذا الاكتتاب الذي سبق ولادة المسيح, وإذا ذكره أحد الذين كانوا بعد لوقا بمدة مديدة فلا سند لقوله، لأنه ناقل عنه, وبصرف النظر عن ذلك، فكان كيرينيوس والي سورية بعد ولادة المسيح بخمس عشرة سنة ,
انظر تعليقنا على متى 2 والمراد بقوله كل المسكونة هو أرض اليهودية، وقد استُعملت هذه العبارة في لوقا 21: 26 لتدل على أرض اليهودية, ومن الاصطلاحات المرعية هو أن الكاتب يستعمل كل المسكونة و كل العالم للدلالة على كل وطنه وكل بلاده, وعلى هذا القياس أطلق المؤرخ بوليبياس كل المسكونة على المملكة الرومانية (كتاب 6 ف 8) وكذلك استعمل بلوتارك مثل هذه العبارة للدلالة على مملكة روما، فإنّ الله يخاطبنا بالعبارات المصطلح عليها بيننا لنفهمها، فقال عن أرض اليهودية كل المسكونة , وبصرف النظر عن ذلك فكلمة كل تدل على التكثير والمبالغة، كما هو في الكتب العلمية واللغوية, قال في الكليات : قد تكون كل للتكثير والمبالغة دون الإحاطة وكمال التعميم,