[walaa farouk]

بين أقباط مصر عائلات كاملة وأسر منها وهبت نفسها لخدمة الكنيسة، آباء كهنة ينجبون رهبانًا لأديرة الصحراء، وأمهات تربي أولادها على محبة الله وخطى المسيح فتمنحهم له بعد أن يختاروا طريق الرهبنة، بعد أن تحولت بيوتهم لما يشبه الكنائس، ألحان كنسية يحفظونها منذ الصغر، ومدارس الأحد التي يواظبون على حضورها، ثم يأتي الاتجاه لخدمة الرب كنتيجة طبيعية لتلك النشأة.



الانبا زوسيما ووالده القس صرابامون






الكهنوت ليس وظيفة بل هو خدمة ودعوة من الله وفقًا للعقيدة المسيحية، فالكاهن مدعو لخدمة الله فوق مذبح كنيسته الذي رسم (عين) لها، أما الراهب فطريقه أصعب يترك عائلته ويغادر حياته السابقة فالرهبنة موت عن العالم وحياة جديدة مع الله.



في الأديرة المصرية التي تضاء بها الصحارى الكثير من الرهبان الأشقاء بالجسد، والشقيق بالجسد تعبير مسيحي يختلف عن الشقيق بالروح، فكافة الرهبان إخوة، والدهم رئيس ديرهم، تتغير أسماؤهم التي ولدوا بها ليحملوا أسماء كنسية وألقابًا تنتسب للقديس صاحب الدير، فرهبان دير الأنبا أنطونيوس يلقبون بالأنطوني ورهبان دير السريان يصير لقبهم السرياني وهكذا.

الانبا كيرلس شقيق الانبا بطرس




ليس هناك خريطة كاملة بالأشقاء بين صفوف الرهبان، ما عرف منهم كان بمحض الصدفة، وفاة الأنبا كيرلس مطران ميلانو وبكاء شقيقه بحرقه كانت من بين المصادفات التي كشفت أن مطران ميلانو هو الأخ الشقيق لأسقف شبين القناطر حيث ولدا في سوهاج وشقا طريق الرهبنة معًا كل في ديره، الأنبا كيرلس أحب دير البراموس بوادي النطرون وانتمى له وصار اسمه كيرلس البراموسى، أما الأنبا بطرس فترهبن بدير مارمينا بمريوط فصار اسمه بطرس أفا مينا.

الانبا بطرس شقيق مطران ميلانو




كذلك فإن الأنبا يؤانس أسقف أسيوط هو الأخ الشقيق للأنبا غبريال أسقف بني سويف، حيث كانا يمارسان الخدمة في شبابهما معًا بالمنيا قبل أن يترهبن الأنبا يؤانس بدير الأنبا بولا بالبحر الأحمر، ويختار الأنبا غبريال دير المحرق بأسيوط الذي كلفه البابا مؤخرًا بالإشراف عليه بعد وفاة الأنبا ساويرس رئيس الدير.



أما الأنبا أنطونيوس مطران القدس فينتمي لعائلة كنسية بالكامل، فوالده هو القمص «تيموثاوس شرموخ» وكيل مطرانية «أبوتيج وصدفا والغنايم» لمدة تقارب نصف قرن، وله إخوان اثنان من الكهنة، هم القس صموئيل كاهن كنيسة السيدة العذراء بأبوتيج، والقس تادرس الكاهن المتبتل راعي دير السيدة العذراء بجبل دير الجنادلة.



كذلك فإن الأنبا زوسيما أسقف أطفيح وتوابعها قد تربى في أسرة مشابه، فوالده هو القمص الراحل صرابامون عبده وكيل عام مطرانية شمال الجيزة وكاهن كنيسة السيدة العذراء بإمبابة وشقيقه هو القمص دوماديوس كاهن الكنيسة القبطية بواشنطن.






البابا شنودة أيضًا كان له شقيق يدعى شوقي، رسمه (عينه) قسًا على مذبح كنيسة السيدة العذراء مريم بالزيتون عام ١٩٩٨ وعرف باسم القمص بطرس جيد.