حدث قحط شديد بالبلاد بعد سنة ونصف من ميلاد الصبي، حتى لم يكن ممكناً أن تحتفل أسرة القديس الصغير بعيد الميلاد القريب حتى أن الأم كانت آسفة على ذلك جداً، وذات يوم بينما هي تُصَلّى وتطلب من الله شيئاً تقدمه في عيد الملاك، وإذ هي تبكي وطفلها على ذراعها مسح دموعها، وأشار إلى داخل، فلما سارت به إلى حيث أشار، وجدت قليلاً من الدقيق في طبق، فلما اقتربت منه ووضع الطفل يده فيه فاض الطبق بالدقيق فإندهشت الأم، ثم بدأت تجمع القفف والزنابيل التي بالمنزل، فلم يبق شيء فارغ، وهكذا فعلت بالسمن والزيت والعسل.. وكان هذا في الثاني عشر من برمهات (تِذكار سبيها).
وقد أعطاه الله أيضاً موهبة حِفظ المزامير والكتاب المقدس.. في أحد الليالي، ظهر الملاك ميخائيل للأنبا كيرلس أسقف إثيوبيا في حلم، وقال له: "غداً يأتيك رجل أصفر اللون، ويسجد أمامك. هذا له ابنٌ مباركٌ، وهو مُختار لملكوت السموات، وهو عظيمٌ أمام الرب.. إرسمه شماساً ثم اتركه ينطلق بسلام."
وبعدما تم ما قاله الملاك، وفي طريق العودة، فكَّرا أن يبيتا في أقرب قرية حتى يمكنهما أن يأخذوا طعاماً، وكانت المدينة القريبة هي "أمحرا"، وكان أهلها لا يطعمون غريباً.