وانطلق "سجاز آب" إلى طريق يختبئ فيها، فتعقبه أحد الجنود ليقتله، حتى وصلا إلى بحيرة قريبة، فألقى بنفسه فيها من وجه الجندي، وهو يطلب الملاك ميخائيل.. وفي الحال أصبح الماء فوقه كالخيمة، وظهر له الملاك لِيُقَوّيه. ولما طال الوقت، ظنَّ الجندي أنه غرق، فأخبره الملاك بانصراف الجندي، فخرج في الحال. فقال له الملاك ميخائيل: "إن نجاتَك هي من أجل الطفل الذي سيخرج منك.." كما أخبره بأسرار كثيرة عن هذا الطفل، ثم حمله إلى البلد، وكان هذا في الثاني عشر من برمهات.
عاد الكاهن، ليعرف ما جرى، فرأى في كل بيت مناحة على فقيد أو منهوب، وأنهم أخذوا زوجته سارة لتقديمها إلى الملك الفاسِد مونتِملى كهدية.
نظر الملك بهاء وجه أجزهاريا القديسة، فأمر أن تُعْطى ثياباً فاخرة، وجواهر غالية للزينة، وتُحْفَظ في مدينة الآلهة حتى يتم زفافها إليه!
حزن سجاز آب على ما حدث لزوجته التي أحبها، وكان يخشى عليها من الملك الشرير، ولكنه ذهب في الحال إلى بيت الله. دخل الكنيسة وسجد أمام المذبح المقدس، وصار في تنهُّد وبكاء كثير مُختلطة بصلاة قلبية، يطلب فيها أن ينظر الله إلى زوجته المسبية. سارة والملاك
في الثاني والعشرين من برمهات.. كان الكاهن سجاز آب يُقَدِّم قربان القداس باسم زوجته سارة مع كل شعبه، وبينما هو يطوف بالبخور في الكنيسة ويضع الصليب المقدس على رؤوس الموجودين للبركة، رأى بين المُصَلّين امرأة تلبس ملابس غالية مثل ملابس الملوك، وقائمة للصلاة في مهابة كثيرة أمام الله، ففكّر في نفسه مَنْ تكون هذه؟!
ثم عاد إلى الهيكل فأكمل الصلاة، ولما فرغ من انصراف الشعب، افتقد الغرباء ومنهم هذه المرأة، ولما سألها عن حالها ومن أين أتت، قالت له.. إنني سمعت عن شخص يُدعى سجاز آب أنه قد سُبِيَت زوجته، فأتيت لأكون له زوجة!
رشم الكاهن نفسه بالصليب وقال له: "يا إبنتي، هل يتزوَّج الكاهِن مرة أخرى؟! لا تقولي هذا.. إن زوجتي محفوظة بيد الله وهو سَيُعيدها لي بسلام."