[Mary Naeem]

ألاعيب أصحاب المخابز لتسريب الدقيق من الباب الخلفى


مع دوران ماكينة فرن العيش المدعم، تدور عجلة الحيل والمبررات التى يطلقها صاحب المخبز لتوفير كميات الدقيق وبيعها بأضعاف أسعارها طمعا فى ثراء غير مشروع، وتنشط الحجج فى المخابر الخاصة، وتبدأ هذه الحيل بعد ساعة ونصف من بدء العمل فى المخبز بخروج أحد العاملين ليبرر لطابور المواطنين الذى ينتظر العيش توقف الفرن بسبب أن «العجين مقصر» ويستغرق نصف ساعة أو ساعة حسب تزايد أعداد المنتظرين ومدى الضغط الذى يمارسونه من أجل إخراج العيش وكذلك قدوم أحد مفتشى التموين، كما يؤكد أحمد خيرى أحد متعهدى الدقيق المدعم موضحا أن التوقف نصف ساعة يوفر للمخبز «قطعية» أى «جوال» عبارة عن «شيكارتين» والتى من المفترض أن ينتج المخبز فيها 1100 أو 1150 رغيفا حسب تقطيع الخراط، أى أن النصف ساعة تنتج عيش بـ 57,5 جنيها وتكون الوزنة القانونية «خمسة أرغفة» 650 جراما ولكن الفرن ينتجها 620 أو 630 طمعا فى توفير الدقيق.
وتستمر هذه الحيل طول اليوم يسوقها العاملون للمنتظرين فى الخارج، أملا فى أن ييأس بعضهم وينصرف ويبررها بحجج واهية من عينة «السير معطل أو الكهرباء مقطوعة أونستعد لتناول الإفطار».
وقال هيثم عبدالغنى، أحد الزبائن الدائمين لمخبز فى منطقة الجمالية، وتحديدا خلف نقطة ميدان الحسين، إن أصحاب المخابز يهدفون من وراء تلك الحيل إلى توفير الدقيق لبيعه أو توفير العيش لعربات الفول ومحال الأكلات الشعبية بجميع أنواعها.
ويقول سيد رمضان، أحد العاملين فى فرن بمنطقة الباطنية، مقدما لى نصيحة بعد أن أقنعته أننى أريد شراء مخبز بلدى، سائلا إياه «هيجيب همه» فرد قائلاً «دوره يابرنس» هكذا جاءت إجابته ودون أن أستفسر منه عما يقصد، استرسل: «النص والنص وهتمشى» يقصد نصف الدقيق يتم خبزه والنصف الآخر يتم بيعه، وعن الكيفية التى يتم بها توفير نصف الدقيق، قال: «تشتغل ساعة وتوقف ساعة» بأى حجة «النورقاطع أو العجين مقصر والسير معطل».
ويوضح أحد مفتشى التموين بمديرية التموين بالقاهرة، رفض ذكر اسمه، أن حصة كل فرن من الدقيق تحدد حسب كثافة السكان وعدد المخابز الموجودة فى المنطقة، فمثلا المخبز الذى يبدأ فى السادسة صباحا حتى الثالثة والنصف ظهرا يكون إذن الدقيق الخاص به 19 جوالا «38 شيكارة» بحيث تخبز كل ساعة جوالين من الدقيق وزن 100 كليو «أربعة شكائر» ويتبقى نصف ساعة يتم الاستعداد فيها لتشغيل الفرن أو الانتهاء من الخبز، ويؤكد أن فصل الإنتاج عن التوزيع فشل فى تحقيق أهدافه، خاصة أن هناك تواطؤا من بعض العاملين فى شركة التوزيع، كاشفا أن موظف التوزيع يقوم بتسجيل الكميات التى من المفترض أن تأتى إليه، وليس التى وصلت إليه، وفى إحدى الحملات التفتيشية على أحد المخابز طلبت الحملة دفتر التوزيع وكانت المفاجأة أن الموظف قام بتقفيل الدفتر حتى موعد إنهاء «الوردية» الخاصة به، رغم أنه لم يتجاوز ساعتين على استلام العمل.


الوطن