الحياة المقدسة والنجاح
+الإيمان بأن الله مصدر النجاح والالتجاء إليه بالصلاة:يُدرك المؤمن هذه الحقيقة العجيبة أنه أعز كائن لدى الله, إله المستحيلات, القادر أن يُخر كل شئ لنجاحه."يا سيد, لتكن أذنك مصغية إلى صلاة عبدك وصلاة عبيدك الذين يريدون مخافة اسمك. وأعط النجاح اليوم لعبدك وامنحه رحمه أمام هذا الرجل. لأنى كنت ساقياً للملك"(نح11:1). به ينتهى إلى النجاح, وبكلمته يقوم الجميع"(سيراخ28:43).
+الالتصاق بالرب وبوصيته:لم يعان يوسف قط من الشعور بالنقص أو الشعور بالعزله بالرغم من حرمانه من بيت ابيه, ومن حريته حيث بيع عبد, وسجن ظلماً, لأنه كان يشعر بأن الله يضمه ويرافقه, لذا قال لامرأة فوطيفار:"كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله"(تك9:39). فمن يكون فى صحبته حتماً يكون ناجحاً! فقد قيل عن حزقيا الملك:"التصق بالرب ولم يحد عنه, بل حفظ وصاياه التى أمر بها الرب موسى. وكان الرب معه, وحيثما كان يخرج كان ينجح"(2مل6:18-7). كما قيل عن الرجل الذى يلهج فى ناموس الرب:"فيكون كشجرة مغروسة عند مجارى المياه, التى تعطى ثمرها فى أوانه, وورقها لايذبل, وكل ما يصنع ينجح"(مز3:1)."الساكن فى ستر العلىّ, فى ظل القدير يبيت"(مز1:91).
+التمسك بالوعود الإلهية:سر نجاحنا تمسكنا بوعود الله فنطالبه بها, وهو كأب سماوى يفرح أن نسأله ونثق فى وعوده. عندما فقد الشعب ثقته فى الوعود الإلهية"قال موسى: لماذا تتجاوزون قال الرب؟ فهذا لا ينجح"(عد41:14).
+التوبة والرجوع إلى الله:التوبة ليست غفراناً للخطايا فحسب, وإنما أولاً هى رجوع إلى الله, الذى نجد فيه كل احتياجاتنا."القلب الحكيم العاقل يمتنع من الخطايا وينجح فى اعمال البر"(سيراخ32:3)."من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم"(أم13:28)."لأن الخاطئ لم يرسله الرب, إنما ينطق بالحمد ذو الحكمة, والرب ينجحه"(سيراخ10:15).
+الطهارة والعفة:ما أجمل الكلمات التى قالها القديس يوحنا ذهبى الفم: "كان يوسف أكثر مجداً من كل منتصر مكلل وهو مستمر تحت القيود, وكانت (امرأة فوطيفار) أكثر بؤساً من أى سجين حتى وإن قطنت المساكن الملوكية".
+ التردد والتعريج بين الطرق: تتزايد الأمراض النفسية فى كل المجتمعات, خاصة الخوف والقلق والشعور بالفشل وفقدان الحياة طعمها, أما المؤمن الحقيقى فيتحدى هذه الأمراض, ويسلك بروح القوة فى غير تردد أو تخوف."القلب الساعى فى طريقين لا ينجح, والفاسد القلب يعثر فيهما"(سيراخ28:3).
أخيراً
علامة النجاح الحقيقى ليس نوال درجات علمية يعتز بها الإنسان إنما الرغبة الحادة العاملة للتعليم المستمر مادامت الإمكانيات الصحية متوفرة, فكثير من العلماء والمخترعين لم يشتهوا الدرجات العلمية. فالراعى مثلاً - ولو كان بطريركاً - إن لم يكن دائم التعلم يقف نموه ويظهر جموده, ويمنع شعبه حتى عن النمو الروحى. يقولالقديس أمبروسيوس: "إننى أرغب فى الجهاد فى التعلم حتى أكون قادراً على التعلم. لأنه يوجد سيد واحد(الله)الذى وحده لا يتعلم ما يعلمه للجميع. أما البشر فعليهم أن يتعلموا قبل أن يُعلموا, ويتقبلوا من الله معلمهم ما يُعلمون به الآخرين". ويقولالقديس إيرونيموس: "إن الفكر الذى يتوق إلى التعلم يستحق المدح ولو لم يوجد مُعلم له".
أمين