سنة ١٩٨٩ قابلت راجل عجوز ٧٨ سنة في قرية إسمه عم عزيز
- كان عنده شلل أطفال في أيد ورجلين ، وأعمي لا يرى
كانوا بيودوا له اللي عليهم شباطين ، وكان بيصلي بالمزامير ويطردهم
- خدوني خدام وقالوا لي تعال نروح لعم عزيز يصلي لنا
رحنا ، ودخلنا ، بيته عبارة عن حتة أرض حواليها سور طين
ما فيهوش غير حصيرتين وكنية بلدي بدون مرتبة وزير ميه وطبلية
وأبتدوا يتكلموا معاه ، وأنا قعدت ساكت بأسمع وأتابع
اللي عايز يعرف كيف بيصلي ، واللي بيتريق ، واللي جاي غظبن عنه
واللي مش فاهم حاجة ، واللي بيفزلك ، واللي بينتقد ، واللي ..
- عم عزيز قعد يسمع وأتضايق ، وقال :
محدش سأل عن صحتي او ظروفي أو صلي لأجلي مع إنكم خدام
قوموا يا أولادي إمشوا .. قوموا ..
الشيطان اللي بيحاربكم إسمه " الجهل "
مشكلتكم إنكم لسه " ما تعرفوش ربنا "
لو عرفتوه وعرفتوا حلاوته وقوته وصليبه وغفرانه .. كنتوا ..
كنتوا ها تبقوا غير كده ..
كنتوا ها تعيشوا الأبدية من هنا ع الأرض وها تطمنوا ..
وكنتوا ها تغلبوا الشياطين والأمراض والحزن والشهوات ..
- ساعتها رفعت صوتي وقلت له :
صح يا عم عزيز .. صح ..
مشكلتنا أننا لسه ما عرفناش ربنا صح .. يا ريت نقدر نعرفه صح
- عم عزيز قال لنا : طب إقعدوا شوية أحكي لكم عنه ..
وقعد يحكي بينما كانت ناس عليها شياطين بتصرخ على بابه
- وشوفنا وعرفنا عن ربنا وحبه وسلطانه ..
خلانا عايزين نفضل نعرف على طول ..
- إنسان يعرف ربنا فعلاً يقدر يعرّفك بيه ..