استفانوس المدافع عن الحق
لم يقف استفانوس عند حدود كونه شماساً بالكنيسة، والرجال العظام لا تحدهم الأعمال التي يكلفون بها. لقد برز استفانوس ووقف في الطليعة بين أبطال المسيحية الذين خلد التاريخ كفاحهم وبطولتهم في الدفاع عن الحق، لقد برز كواحد من أبرع المدافعين عن المسيح والكنيسة، وأغلب الظن أنه كان ينتقل بين المجامع اليهودية يعظ ويتحدث ويشهد لسيده شهادة قوية أمينة، وكان في أورشليم في ذلك الوقت ما يزيد على أربعمائة وثمانين مجمعاً، ونحن لا ندرى هل كان مجمع الليبرتينيين والقيروانيين والاسكندريين والذين من كيليكيا وأسيا الذين حاوروا استفانوس هو مجمع واحد أو أكثر من مجمع، إنما نعلم أن جميعهم من اليهود الغرباء فالليبرتينيون هم أبناء اليهود الذين سباهم بومبي عام 63 ق. م وأسكنهم في روما ثم منحوا الحرية بعد ذلك, فجاء فريق منهم إلى أورشليم مرة أخرى. والقيروانيون والاسكندريون من يهود القيروان والإسكندرية. ويهود كيليكيا وأسيا، من الذين قطنوا أسيا الصغرى وكان منهم شاول الذى أصبح فيما بعد الرسول بولس. هؤلاء تجمعوا على استفانوس وحاوروه محاورات انتهت بتفوقه عليهم، وبحقدهم عليه، وتدبير المؤامرة التي انتهت باستشهاده . على أيّة حال إن استفانوس يقف على رأس ذلك الصف الطويل الذى أطلق عليه اسم المدافعين المناضلين، أمثال أكليمندس وأغناطيوس وبوليكاربوس ومارتن لوثر وماندل وغيرهم من قافلة الفكر المسيحي. فإذا ذكرنا لهؤلاء جميعاً، عظمة الدفاع عن الحق المسيحي، فلا يجوز أن ننسى أن استفانوس كان أول المحاورين والمدافعين عن الحق في فجر المسيحية وهى تبزغ بضوئها العظيم منذ ذلك التاريخ !! ...