سلام في الرب
عموماً المحبة الإلهية، محبة أبوية بكل ما في الكلمة من معنى، بل وأكثر كثيراً جداً مما نظن أو نفتكر، والمحبة الأبوية ليست محبة رومانسية خيالية نفسانية، بل محبة واقعية لا تهدأ ولا تسكت حتى تنجح في التقويم والتهذيب لتربية النفس لكي تنال قوة الحياة الأبدية وتحيا باستقامة في سرّ التقوى الدائمة (تأديباً أدبني الرب وإلى الموت لم يُسلمني)
فالأب يقضي ويحكم في بيته، يقوِّم ويؤدب، كما أنه يشفق ويتحنن ويمسح الدمع ويُطيب الخاطر، لذلك نحن لا نستطيع ان نركز على صفة الحنية كأنها هي الأساس، لأن الأب حينما يؤدب ابنه ليقوِّم سلوكه ويضبطه، ففي الظاهر القسوة هي التي تظهر أمام الابن، لكن في الباطن المحبة هي الأساس المُحرك للأب لكي يقضي ويحكم ليقوم ويؤدب، فالله فعلاً قاضي يحكم على الفكر والضمير بقوة كلمته الفعالة، لكي يُظهر العيب ليتم العلاج، والطبيب الماهر هو الذي يعرف متى يُعطي العلاج المُر القاسي أو العلاج اللطيف الهادئ، لأن لكل مرض علاج يخصه لكي ينال الإنسان شفاء فعلي ولا يعود إليه المرض.
لذلك علينا يا إخوتي أن نُدرك المحبة الأبوية الخالصة، التي لله، ولا ننظر نظرة نفسية وندَّعي معرفتنا بالحب الأبوي الذي لله الحي ونُعلِّم على خلاف الحقائق الظاهرة أمامنا في الكتاب المقدس بلوي النص ليتناسب مع تفكيرنا الذي نظنه، فانتبهوا لمعملات الله لأن كل من لا يفهم طبيعة ابوة الله بالخبرة فهو دائم التخبط في حياته الشخصية وعثرته ستصير عظيمة حينما يُصدم بتأديبات الله وتقويمه للنفس.