الزيارة الرابعة
ذهبت إلى القبر بمفردها قبل نهاية بقايا ظلمة الليل.
وقد أورد القديس يوحنا الإنجيلى هذه الزيارة كما يلى :
"وفى أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكراً والظلام باق.
فنظرت الحجر مرفوعاً عن القبر.
فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس وإلى التلميذ الآخر الذى كان يسوع يحبه
وقالت لهما أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه.
فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر.
وكان الإثنان يركضان معاً. فسبق التلميذ الآخر بطرس وجاء أولاً إلى القبر.
وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنه لم يدخل.
ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة
والمنديل الذى كان على رأسه ليس موضوعاً مع الأكفان،
بل ملفوفاً فى موضع وحده. فحينئذ دخل أيضاً التلميذ
الآخر الذى جاء أولاً إلى القبر ورأى فآمن.
لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب أنه ينبغى أن يقوم من الأموات.
فمضى التلميذان أيضاً إلى موضعهما" (يو20: 1-10).
والعجيب أن مريم المجدلية بعد هذه الزيارة،
بدأت تردد كلاماً مغايراً تماماً لما سبق أن قالته بعد الزيارتين الثانية والثالثة
حينما أخبرت التلاميذ أنها رأت الرب
وبكلامه ثم بكلام الملاكين عن قيامته.
بعد الزيارة الرابعة بدأت تردد عبارة تحمل معنى الشك
فى قيامة السيد المسيح بالرغم من ظهوره السابق لها
وظهورات الملائكة المتعددة.
قالت للقديسين بطرس ويوحنا الرسولين
" أخذوا السيد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه؟!" (يو20: 2).
بعد هذا الكلام وبعد أن علم الرسل أن الحراس قد انصرفوا من أمام القبر.
ذهب بطرس ويوحنا الرسولان إلى القبر وتبعتهما مريم المجدلية.
وكانت هذه هى زيارتها الخامسة والأخيرة للقبر فى أحد القيامة.
وحفلت هذه الزيارة بأحداث هامة غيرّت مجرى
حياتها وتفكيرها تماماً.