بقلم:ماريت
فنون الحديث وانتقاء الالفاظ دون تجريح الآخرين
فنون الحديث وانتقاء الالفاظ دون التجريح الاخرين
الاستماع و الاختلاف كلاهما فن ينقصنا في هذه المنطقة من العالم. فإن خاض البعض أي نقاش، تجد الجميع متحفزا للرد و الدفاع و كأنه في معركة. سواء كان هذا في اجتماع عائلي، أو في إطار العمل، او أي إطار آخر. فبمجرد الاختلاف تحمر الأعين و تتشنج الملامح و يبدأ الكل الحديث في نفس الوقت، فيتوه الموضوع محور النقاش و تنقلب الجلسة إلى حالة من الغوغائية التي تصعب السيطرة عليها.
و من المدهش حقا، هؤلاء الذين يتربصون بكلمة واحدة و يخرجونها من سياقها و يحاكمونك على معناها الذي لم يرد أصلا إلا في ذهنهم. و مهما تحاول الشرح، فلا حياة لمن تنادي. وكأنك تتحدث لغة اخرى! كيف وصلنا إلى هذه الحالة من التربص الدائم و سوء الظن بالغير؟
وإن استسغنا الهجومية الغير مبررة، فمن الصعب قبول البذاءة و المستوى المتدني من الألفاظ التي ساد استخدامها إن اختلف البعض بينهم في الرأي. و بمناسبة هذا الموضوع يحضرني الآن مشهدا من أحد أفلام نجيب الريحاني القديمة، و كان يسمع ضوضاءا مصدرها منزل الجار، فاستشاط غضبا و فتح الشباك و قال " انت يا أفندي ياللي فوق، اختشي" و كانت هذه أسوأ كلمة عبر بها عن غضبه. لماذا قبحنا اللغة لهذه الدرجة؟ كيف اختفت الجماليات و ساد القبح، بل وأصبح مقبولا و يشكل مصدرا للضحك و الفكاهة احيانا؟؟
دعوة لتقبل الآخر..دعوة لانتقاء جميل اللفظ في الخلاف قبل الاتفاق.. دعوة لإحياء الجمال.