بقلم:ماريت
من الكلمات ما قتل
من الكلمات ما قتل
مخطئ من ينظر للكلمات على أنها رموز و إشارات مرسومة على ورق. فللكلمات قوة، و إن كانت لا تمس خارجنا قط، تتغلغل في أعماقنا و تحدث أثرا مدويا قد يغير مجرى حياة بأكملها. مخطئ من يظن الفعل أهم من الكلام، او الكلام أهم من العمل، فكلاهما يكمل الآخر.
فكم من أفعال بطولية دمرها حديث غبي، و كم من حروب اندلعت بسبب مشادة كلامية، و كم من شخص فقد ثقته بنفسه بسبب كلمات و جهت إليه كسهام من أقرب المقربين إليه! و ما أدراك ما قرب المسافة من القلب، والتي لا تخدشه فقط، بل تفتح جروحا لا تلتئم مع مر الزمن.
تمعنت طويلا في معنى "الكلمة الطيبة صدقة". ما هي الصدقة؟ كيف نفهمها؟ اليست الصدقة مساعدة مادية تقدم للمحتاج لتعينه على الحياة؟ ألا تتمثل في الطعام و الشراب و المال؟ .. صدقة قد تنقذ مريضا أو جائعا من الهلاك.. قد تخلق أملا في عيون الآخرين. فكيف للكلمة أن تكون صدقة؟ فهل للكلمات أن تنقذ حياة أو تنهيها؟
نعم.. و ألف نعم..
فلا ترمي الآخر بسهام من كلام، و تظنها عابرة و ستمر و تنسى.. فكلماتك قد تقتل أو تحيي نفسا أخرى.