أَجَابَ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللَّهِ وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيّاً» (يوحنا 4: 10)
فاليوم انبهكم يا إخوتي لترفعوا عيون قلبكم وتدققوا لتنظروا للغنى الفائق الذي صار لنا كنزاً عظيماً مُعطى لنا، ونحن غافلين عنه تماماً ومنشغلين بكثرة المعرفة اللاهوتية الفكرية والمعلومات الروحية، التي نظن أننا بها استنارنا، مع أن نور وجه الله غائب عنا تماماً، لذلك نحيا في فقر العالم وأمراض حزنه القاتلة للنفس.
فاغلقوا كتبكم ولو قليلاً وانتبهوا لرب المجد الحي الشاهد لنفسه ومعلنها لكل من يُريد، افتحوا قلوبكم لهُ، وأجروا معه حديثاً بروح الوداعة والاتضاع، لكي يفتح عيونكم على مجده الحقيقي برؤيا فعلية لتروه رباً حياً وحضوراً مُحيياً، ليعطي فرحاً وقوة لنفوسكم، ويجعلكم تحلقون في مجده مثل النسور، فالكلمة حينما تخرج من فمه تُقيم الميت الذي أنتن، بل وتُشفي كل علل النفس وأوجاعها الداخلية، لأن كلامه روح وحياة، فتحدثوا دائماً (قبل وبعد وأثناء كل شيء) مع المسيح الرب مباشرةً ودائماً، وانتم ستتذوقون ما يفوق كل تصوراتكم الخاصة وتغوصوا في بهاء مجده الخاص فتعرفوا ما لا تستطيع الكتب أو الأبحاث العميقة أن تُعطيه لكم، لأن هذا هو مستوى الصلاة الحقيقية لكل من يُريد حقاً ان يتعلم كيفية الصلاة التي غابت عن مفكري ومستنيري هذا الجيل الذين يظنون أن بكثرة معارفهم نالوا قوة مسيح القيامة والحياة.