القديس سمعان القلاع:
وما أن دخلت إلا وقام وقبلَّنى بالمحبة الروحانية وجلسنا نتحدث بعظائم الله وكانت تمتلكنى دهشة إنه عرف إسمى رغم إننا لم نلتقى من قبل كما إنه عرف أننى الذى قمت بتكفين القديسة إيلارية إبنة الملك زينون كما إننى كنت متعجباً لنسكه الزائد ولكن قلت له(يا أبى هل فى هذه البرية قديس أخر يشبهك) فرفع عينيه إلى السماء وقال (نعم .. يوجد فى البرية قديس عظيم لا يستحق العالم كله وطأة قدميه) فقلت له (وما هو اسمه)فقال(اسمه الأنبا كاراس).
فقلت له (وما هواسمك وكم لك من السنين فى هذه المغارة؟).فقال(إسمى سمعان القلاع ولى اليوم فى البرية ستون سنة فقط واتقوت كل سبت بخبزة واحدة أجدها موضوعة على الحجر الذى خارج المغارة فتشبعنى من السبت إلى السبت).
فتباركت منه بفرح ومضيت أسبح الله الذى افتقدنى بقديسيه وامتلأ قلبى بالتعزية على النعمة الغزيرة والمحبة الوفيرة التى فى قلب رجال الله الذين اضاؤا البرية بتقواهم وإنتشر فى البرية عبير رائحتهم الطاهرة النقية وصاروا أعمدة من النور الروحانى يصلون من أجل كل العالم حتى يرفع الرب غضبه.