ترى ما هو سر شهرة سندرسنغ وزيوع صيته فى بلاد الغرب.
أعتقد أن منظره الفريد كان له أثره فى نفوس الكثيرين, فقد كان طويل القامة مكتنز الجسم, وكانت ثيابه صورة مميزة له. كان يلبس جلبابا برتقالى اللون فضفاضا واسعا ويحيط رقبت بكوفية من نفس اللون تنسدل على كتفيه. أما عمامته فقد كانت أيضا برتقالية اللون, مرتبة وأنيقة, أما وجهة فقد كان يشع بالوقار والسلام حتى انه يلفت أنظار الناس وهو سائر فى الطريوق, البعض من المعجبين به كانوا يرون فيه صورة المسيح وهو على الارض, أما قصة رحلاته البطولية فى ربوع التبت, والاضطهادات التى قاساها فى سبيل المناداة باسم المسيح فقد كسبت لة شهرة واسعة. وكثيرون من الذين كانوا يعملون فى الحقول التبشيرية ومن الذين كانوا يعضدون العاملين فيها, رأوا فيه مثلا عظيما للمرسل المسيحى الحقيقى الذى يستحق كل اكرام وتعضيد.
ومن العسير علينا أن نقدر الفوائد الجمة الروحية التى نجمت عن رحلات ذلك المسيحى الهندى وخدماته فى كافة بقاع العالم. لقد أكد كثيرون من اصدقائه المقربين أن حصادا وفيرا من النفوس التى رجعت للرب بواسطة مجهوداته. وكانت رزم خطابات تصله وخاصة بعد جولاته فى الغرب يؤكد له فيها أصحابها أنهم وجدوا عونا كبيرا فى خدماته. أما من كانوا يعملون فى كرم الارساليات فقد كان مثاله القوى حافزا لهم لحياة أقدس, وجهادا أعظم فى خدمة يسوع المسيح والسعى لربح النفوس بهما عظمت التضحيات.
ولقد ظهرت العشرات من المقالات فى الشرق والغرب تتحدث عن سندرسنغ وكتبت عن حياته كتب ثلاثة فى أكثر من دولة من الغرب. لعل اكثرها شيوعا ما قدمه "كافن ستريتر" بالاشتراك مع الدكتور "أباسى" أسقف كوا باتور. أما الدكتور "ناثان سودربلوم السويدى" ورئيس اساقفة أبسالا, فقد كتب عنه كتابا باللغة السويدية. والبروفسير هيلر من ماربرج بالمانيا كتب عنه بالالمانية كتابا بعنوان "انجيل سنددرسنغ". هذه الكتب الثلاثة كان لها اثرها فى تعريف العالم الغربى بحياة ذلك الرجل العظيم . . .
وهناك جانب خفى من حياة سندر, انه لسنوات عديده اختبر ما عبر عنها بولس فى احدى رسائله "أفى الجسد لست اعلم أم خارج الجسد لست أعلم. أختطف الى السماء الثالثة" ولقد زادته هذه الرؤى اختبارا ومعرفة بما جمعه فى كتاب "رؤى من العالم الروحى" وفى كل هذه الرؤى أو الغيبوبات التى كانت تحدث له كل ثلاثة أيام على وجه التقريب, كان يرى يسوع المسيح فى الوسط وهو يشع بكل بهاء وجمال ويبتسم له ابتسامة الرضى وحول عرش المسيح جماهير من القديسين والملائكة. وكان صادو يسأل مستفسرا عن المشاكل التى تستعصى عليه والملائكة تجيب عليه مقدمة له الحل. وجميع ما سجله من هذه الرؤى والاستفسارات والاجابات لا يتعارض مع الحق الانجيلى, اجوبه عن القيامة والدينونة والسماء والجحيم, وفى خلال الغيبوبة, كما يؤكد, كان ذهنه أكثر توقدا وروحه أكثر انطلاقا, كما انه ما كان يحس بالجسد ولا بحاجياتة من طعام وشراب ولا بمرور الوقت. وفى احدى المرات وكان مدعوا للخدمة فى اجتماع روحى وافته الغيبوبة فلم يذهب الى هناك.