هذه شهادة محرر فى صحيفة "نور افشان" أرسلها كتقرير الى رئيس التحرير: كنت أهبط التل بعد قضاء بعض المصالح حينما شاهدت صادو يصعد مدارج التل وهو يلهث والعرق يتصبب من جسده, فقد كانت ساعة الظهرة, كان يحمل تحت ابطه كتبا بالهندية والأردية. وعلى كتفه ملاءته الصفراء . وبعد فترة من الصعود المضنى وصل الى قرية صغيرة على السفح. وهكذا توقف هناك وجفف عرقه بمنديله وجلس على كتلة من الخشب وأبتدأ يترنم قائلا:
بينما كنت غريقا .... فى الذنوب والآثام
سيدى الفادى اتانى .... بالخلاص والسلام
أما أنا فاننى تابع .... لهيئة الارياسماج
ولكن المسيح اجتذبنى .... فوجدت فيه وحدة الحياة
هكذا قال ذلك الصادو, وابتدأ الدم يغلى فى عروقى وأنا أصغى اليه لكنى كتمت غيظى. ولكن واحدا من الجموع لم يستطيع أن يملك نفسه فهجم عليه وطرحه على الارض الصخرية, وحين انتهى من ضربه رأيت وجهه مغطى بالدماء. ولكنه كان شجاعا فلم يكترث لذلك, بل قام من مكانه وربط يده التى أصيبت أيضا بقطعة من شاش عمامته وعاد الى الترنيم والصلاة طالبا المغفرة لمضطهديه, واستمر على هذا النحو يعظ ويصلى من اجلنا ساعة كاملة والدم يقطر من جبينه والدموع تقطر من عينيه من شدة التأثر. هل يمكن أن دماء ودموع ذلك الرجل العظيم تذهب بلا ثمر ..... حاشا.
منذ عام 1917 ابتدأت شهرة سندر سنغ تطبق الأفاق وانهالت عليه الدعاوى من كل مكان, فى خلال ذلك العام والعام الذى تلاه زار كل مناطق الهند على وجه التقريب. وفى عام 1918 قام بالتبشير فى بورما والملايو والصين واليابان. وخلال عام 1920 زار انجلترا وامريكا واستراليا, وفى عام 1922 غطت زياراته دول وسط أوربا والمانيا.
ثم ابتدأت الرسائل تأتى اليه من نيوزيلندا ووسط أفريقيا وأمريكا الجنوبية. إن ذلك الصبى الصبى القروى من البنجاب ما كان يحلم أن اسمه يدوى فى العالم بهذه الصورة ولكنه ما كان هدفه هذا, زد على ذلك, ان أثره كان عظيما جدا فى الهند حتى أن كثيرين من كبار الهندوس ومن الشخصيات العظيمة هناك كانت تقبل بكل سرور أن تعتمد على يديه.
على أنه لم يكن متعصبا لطائفة واحدة, كان ملكا لكل الطوائف, وفى اوائل 1920 قام بزيارة انجلترا وهناك قضى أسبوعا كاملا مع جماعة الأصدقاء التى تتخذ مقرا لها بالقرب من أكسفورد حيث قضى فترة طيبة فى ضيافة جمعية سان جون الكاثوليكية.
لقد كان يتجول وسط كل طائفة وكأنها طائفته وجميع الطوائف كانت ترحب به. وحيثما حل كانت الألوف المؤلفة تتقاطر لسماع عظاته كما أنه كان يقيم اجتماعات خاصة لمن لهم مشكلاتهم وأمثلتهم. وكان يجيب على كل سؤال ببداهة وصدر رحب