على انه الى جانب الاخطار من السلطات واخطار الاضطهاد من أبناء التبت المتعصبين للبوذبه كانت هناك أخطار الطريق من اللصوص وقطاع الطرق والوحوش الكامنة فى المغائر الجبليه والمعابر الضيقه النى تحدها وهاد سحيقه. ولكن الصادو الشجاع ما كان يحسب حسابا لشىء فى سبيل خدمة سيده ومخلصه يسوع المسيح.
وهكذا اصطحب معه صديقا مسيحيا من أهل التبت يدعى "نسيب على" لعبور الحدود الجبلية المغطاة بالثلوج التى ترتفع الى ما يزيد على خمسة عشر الف قدم, وحين وجد الاثنان انه من المستحيل عليهما أن يشقا الطريق وسط الثلوج المتراكمة اتجها الى بلدة قريبة تعرف باسم "تاتشى جانج" ويشرف عليها لاما كبير أو رئيس للبوذيه له مكانته فى التبت. كائت البلدة ترقد وسط مرتفعات جبلية وتبعد عن المكان حوالى خمسة أميال.
كان البرد قارسا حتى كادت أطرافهما أن تتجمد ولم يستطيع الوحد منهما ان يحرك لسانه فى فمه ويتحدث الى أخيه, أما اللاما فقد كان متفتحا فاستقبلهما ببشاشة وأرسل الى أهل البلدة ليجتمعوا لسماع الصادو الشاب وكان سندر يتحدث بلغته ويقوم "نسيب" بالترجمة, واستمر خطابه ثلإثة ساعات كاملة.
ولم يكن كل الرؤساء البوذيين بهذه الروح السمحة, ففى فرصة أخرى كان عقاب سندر على التبشير باسم المسيح القاءه فى بئر جافة مهجورة بأمر من السلطات. ولعل هذا كان فى غضون عام 1912, استمع اليه يكتب عن هذه الحادثة فى مذكراته قائلا: انني لا انسى ذلك اليوم حين كنت فى احدى جولاتى التبشيرية فى بلاد التبت حيث القوا الايادى على وطرحونى فى بئر جافة عميقة عقابا لى. قضيت فى هذه البئر العفنة ثلاثة أيام وثلاث ليالى بلا طعام ولا شراب. كان للبئر بابها الذى أحكموا اغلاقه حتى أن الانسان ما كان ليرى يده بسبب الظلمة الرهيبة, وحينما اتجهت ملتمسا ما حولى لم أجد الا عظام الموتى والجثث العفنة المتآكلة. كان المكان هو الجحيم بعينه. وبدأ المجرب يتحدانى بالقول: ها أنت الان رهين السجن. هل يستطيع مسيحك أن ينقذك؟ لكننى لا انسى مطلقا سلام الله العميق الذى كان يغمر قلبى فى هذه الساعات الرهيبة. وتعثرت فسقطت على وجهى وانكسر ذراعى . وخيل الى انها ساعتى الأخيرة . ففد أطبقت الروأح العفنة على انفاسى وكدت أختنق. ولكن الجحيم تحول الى سماء, وأحسست بحضور المسيح الحى معى انه على الدوام معنا حسب وعده وما كنت أتصور أن حمل الصليب يجلب السلام العميق الى قلبى حتى اختبرت ذلك.