هنا يشار إلى أنّ متّى ومرقس يعطيان الانطباع أنّ هيرودوس هو الذي ظنّ أنّ يسوع هو يوحنّا قام من الموت. لذلك جاء عن الملك، في متّى، أنّه قال لغلمانه: “هذا هو يوحنّا المعمدان. قد قام من الأموات ولذلك تُعمل به القوّات” (مت 14: 2). والقول في إنجيل مرقس شبيه بهذا (مر 6: 14).
في التعليقات على قول هيرودوس لغلمانه: “هذا هو يوحنّا المعمدان…” يعتبر القدّيس يوحنّا الذهبي الفم أن في موقف الملك “إجلالاً وخوفاً في آن معاً”، وأنّ في مهابة هيرودوس دليلاً على عظمة الفضيلة وتأثيرِ يوحنّا فيه رغم توبيخه له. حتى الأشرار يُعجَبون بالفضيلة ويمدحونها. من هنا، في نظر الذهبي الفم، حُزْنُ هيرودوس. ولا يفوت قدّيسَنا أن يشير إلى مكائد الشرّير من خلال الرقص والسُكر. ففيما أضحت ابنة هيروديا متورّطة من خلال الرقص في جريمة من أبشع الجرائم التي تحدّث عنها التاريخ، أطلق هيرودوس، بتأثير الخمرة والخلاعة والمجد الباطل، قَسَماً جعله، خلافاً لقناعته، قاتلاً لأعظم مواليد النساء.