هذا أحزن الملِك حزناً شديداً. لماذا؟ ربما لأنّه خاف العاقبة من جهة الشعب (مت 14: 5) وربما لأنّه كان يهابه ويوقّره ويسمعه بسرور (مر 6: 20). أنّى يكن من أمر فإنّه، “من أجل الأقسام والمتّكئين معه” (مت 14: 9)، وجد نفسه مجبراً على الإيفاء بما وعد، وكلام الملوك لا يُردّ، فأمر أن يُعطى (مت 14: 9) وأرسل سيّافاً وأمر أن يُؤتى برأسه (مر 6: 27).
فمضى السيّاف وقطع رأس يوحنّا في السجن (مر 6: 28). ثمّ أتى برأسه على طبق وأعطاه للصبيّة والصبيّة أعطته لأمّها.
فلما “سمع تلاميذه جاءوا ورفعوا جثّته ووضعوها في قبر” (مر 6: 29). هذا ما يوافينا به كل من متّى ومرقس الإنجيليَّين.
أما لوقا فأشار إلى قطع رأس يوحنّا في معرض الكلام على يسوع. فإنّه إذ بلغ هيرودس الملكَ جميعُ ما كان من يسوع والقوّات التي كانت تجري على يديه، وإذ تناهى إليه ما كان الناس يقولونه عن يسوع إنّه يوحنّا المعمدان، قد قام من الأموات، أو إنّه إيليا ظهر أو نبيٌّ من القدماء قام، ارتاب وقال: “يوحنّا أنا قطعت رأسه. فمَن هو هذا الذي أسمع عنه مثل هذا. وكان يطلب أن يراه” (لو 9: 9).