عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 07 - 2012, 06:07 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي رد: † القيم الروحية فى حياة وتعاليم السيد المسيح " حياة القداسة "



القداسة فى الكتاب المقدس




قداسة الله فى العهد القديم... الله قدوس ويعلن لنا عن قداسته في مختلف اعلاناته وظهوراته حتى في التجارب التي يسمح بها، وفي التأديبات التي ينزلها بشعبه { فقال الرب لموسى وهرون من اجل انكما لم تؤمنا بي حتى تقدساني امام اعين بني اسرائيل لذلك لا تدخلان هذه الجماعة الى الارض التي اعطيتهم اياها}. (عدد 20: 12). كما أن قداسته تظهر أيضاً في الحماية العجيبة لشعبه وإنقاذه في الظروف الميئوس منها (حز 25:28- 26).لقد أعلنت للبشر قداسة الله أولاً خلال التجليات العظيمة على جبل سيناء { فانحدر موسى من الجبل الى الشعب وقدس الشعب وغسلوا ثيابهم. وقال للشعب كونوا مستعدين لليوم الثالث لا تقربوا امراة. وحدث في اليوم الثالث لما كان الصباح انه صارت رعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدا فارتعد كل الشعب الذي في المحلة. واخرج موسى الشعب من المحلة لملاقاة الله فوقفوا في اسفل الجبل. وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل ان الرب نزل عليه بالنار وصعد دخانه كدخان الاتون وارتجف كل الجبل جدا. فكان صوت البوق يزداد اشتدادا جدا وموسى يتكلم والله يجيبه بصوت} (خر19: 14- 19)، وقد ظهرت قداسته كقوة مريعة وخفيّة في آنٍ واحد، فهي تستطيع أن تهلك كل من يقترب منها بغير انسحاق واستحقاق وتبارك الذين يطيعون وصايا الله ، وفى الهيكل، تجلى الله لإشعيا النبى كملك ذي جلال لانهائي، وبصفته الخالق الذي يملأ الأرض كلها بمجده، فهو موضع عبادة لا يستطيع أداءها له إلا الملائكة. غير أنهم، هم أيضاً، لا يحوزون على القداسة الكافية التي تمكّنهم من مشاهدة وجهه. (إش6: 1- 5). ومع ذلك هذا الإله البعيد المنال يتجاوز المسافة التي تفصله عن مخلوقاته وينسب نفسه لشعبه فهو " قدّوس إسرائيل " ويغدو لهذا الشعب الذي اتحد معه بالعهد الهاً وفرحاً وقوة وسنداً وخلاصاً، وفداء (إش 10: 20، 17: 7، 41: 14- 20). إذاً فليست القداسة الإلهية عبارة عن انفصال وسموّ فحسب، بل هي تتضمن كلّ ما يملكه الله من غنى وحياة، قدرة وجودة. وهي ليست صفة إلهيّة بين صفات أخرى، بل هي الصفة الأساسية التي تميز الله نفسه، ولذا فاسمه قدوس (مز 33: 21، عا 2: 7، خر3: 14).
الاعتراف بقداسة الله ... في غيرته على حقّه المطلق في العبادة وفي الطاعة، يريد الله أن يعترف الناس بقداسته، وأن يعاملوه باعتباره الإله الواحد الحقيقي، فيعلن قداسته الذاتية عن طريق البشر. فهو يحدد بدقة المراسيم الخاصة بالذبائح (لا 1: 7)، وشروط الطهارة الواجبة للعبادة (لا 12: 2- 8)، كما أنه يحتّم ألا يمتهن اسمه القدوس{ لا تنطق باسم الرب الهك باطلا لان الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلا (خر 20 : 7) ، فذلك لأن الاحتفال اللائق بشعائر الطقس يبرز مجده (لا9: 6: 23 ،1مل 8: 10- 12)ويعلن جلاله. ولكن لا قيمة لهذه العبادة، ما لم تعبر عن الطاعة نحو الله (لا 22: 31- 33)، ونابعة عن الإيمان العميق (تث 20: 12)، والتسبيح والعلاقة الشخصية بالله القدوس (مز 99: 3- 9).
وإذ يفرض الله قواعد طقسيّة يظهر فيها قداسته، فقد اختصّ لنفسه ببعض الأماكن (أرض مقدّسة ،معابد، هيكل)، والأشخاص (كهنة، لاويين، أبكار، نذيرين، أنبياء )، والأشياء (تقدمات، ثياب وأشياء خاصة بالعبادة)، والأزمنة (سبوت، سنون يوبيلية) تكرّس له بواسطة مراسيم دقيقة (تقدمات، ذبائح، تدشينات، مسحة، ورش بالدم)، وتكون بالتالي محرّمة على الاستعمال العادي. فتابوت العهد مثلاً يجب ألا يشخص إليه اللاويون (عد 4: 19 و20)، ويجب ألا ينجّس السبت (حز 20: 12- 24)، ومسلك الكهنة خاضع لشرائع خاصة، أكثر تشدّداً من الشرائع العامة (لا 21). كلّ هذه الأشياء مقدّسة ولكن تندرج قداستها، بمقدار علاقتها بالله. وتختلف طبيعة قداسة هؤلاء الأشخاص وهذه الأشياء المكرّسة عن قداسة الله. بعكس الحال في النجاسة التي قد تنتقل عن طريق العدوى (لا 11: 31، 15: 4-27). لا تكتسب القداسة تلقائياً بمجرد الاتصال بالقداسة الإلهية بل هي تحدث باختيار حر من قبل الله وقبول الانسان الحر والمسئول، بحسب شريعته، وبموجب المراسيم التي يحدّدها. وتفسر المراسيم الطقسية بطريقتها الخاصة عن المسافة اللانهائية الفاصلة بين قداسة هذه المخلوقات وبين القداسة الإلهّية (أي 15: 15). فالكاهن الأعظم مثلاً لا يحقّ له أن يدخل قدس الأقداس إلا مرة في السنة، وبعد القيام بعدّة أعمال تطهيرية دقيقة (لا 16: 1- 16).يجب إذاً أن يميّز بين القداسة الحق، وهي خاصة بالله، وبين الطابع القدسي الذي يناله من يكرس له من اشخاص أو اشياء .


القداسة فى العهد الجديد ... يعلن لنا الانجيل عن قداسة الله الواحد المثلث الاقانيم، الاب القدوس{ ولست انا بعد في العالم واما هؤلاء فهم في العالم وانا اتي اليك ايها الاب القدوس احفظهم في اسمك الذين اعطيتني ليكونوا واحدا كما نحن} (يو 17 : 11) والابن الكلمة المتجسد { هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داود الذي يفتح ولا احد يغلق ويغلق ولا احد يفتح} (رؤ 3 : 7). { بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم ايضا قديسين في كل سيرة} (1بط 1 : 15) { فاجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك ايضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله} (لو 1 : 35). والروح القدس { لا تطرحني من قدام وجهك وروحك القدوس لا تنزعه مني} (مز 51 : 11). { ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء} (اف 4 : 30). ان القداسة صفة لله لهذا نصلى قائلين أيها الثالوث القدوس أرحمنا . فان الله كائن وقدوس منذ الازل وهو كلى الحكمة وهو حي بروحه { فاذهبوا وتلمذوا جميع الامم وعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس} (مت 28 : 19). { فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الاب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد} (1يو 5 : 7). ان المعجزات التي قام بها السيد المسيح والتعاليم التي ببشر بها هي تشير إلى قداسته وليس فقط قدرة داعية للإعجاب فأمامه يشعر الإنسان أنه خاطئ . وهو القدوس الذى كرس حياة وخدمته فى تجسده ليقدسنا ويجعلنا ابناء للآب السماوى واذا وجد فى الهئية كانسان وضع ذاته واطاع حتى الموت مع أنه هو ملك الحياة، هو القداسة بالذات (أع 3: 14- 15). وإذ قام من بين الأموات بحسب روح القداسة، فانه ليس من هذا العالم (يو17: 11).فهو الجالس عن يمين الله (مر16: 19) وهو "القدوس ". كونه العقل الإلهى أو الله الظاهر فى الجسد {عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد} (1تي 3 : 16). إنه واحد فى الجوهر الالهى مع الآب القدوس (يو17: 11) بنفس القدرة الروحية وبنفس الإعلانات الممجدة، وبنفس العمق السري فقداسته تدفعه إلى أن يحب خاصته لدرجة أنه يجعلنا نكون معه فى مجده ويبذل حياته من أجلنا هكذا يعلن لنا قداسته مكرسا ذاته لتقديسنا .
لقد تمثّلت الكنيسة، منذ عهدها الرسولي، تعاليم السيد المسيح . فالله هو القدير المتسامي وديَان اليوم الأخير (رؤ 4: 8) اسمه قدوس (لو1: 49) وكذلك عهده مقدس (لو 1: 72) وقديسون أيضاً هم الملائكة (مر1: 38)، والأنبياء والكتبة الملهمون (لو 1: 70، مر 6: 20، رو1: 2). وأيضاً مقدس هو بيته وأورشليم السماوية(1 كو 3: 17، رؤ 21: 2). و.كما أن الرب قدوس، فأولئك الذين اختارهم { يجب أن يكونوا قديسين} (1 بطر 1: 15- 16). يجب أن تتجلى قداسته فى حياتنا ونحن نصلى كل وقت ونقول "ليتقدس أسمك ".


  رد مع اقتباس