القديس بقطر أمام الوالى مرة أخرى
أخذوا القديس وأتوا به إلى الوالى ، وسمع الناس فتبعه جمع كثير ، منهم من كان ناقماً ويريد أن يتشفى ، ومنهم من جاء يستطلع الأمر فقط ، ومنهم من كانت قلوبهم ملآنة بالإيمان وتشتاق لرؤية القديس وتأمل أن تنال إكليل الشهادة مثله . ولما رآه الوالى ارتعد من منظره ، وطلب منه أن يجحد مســيحه حالاً وإلا أهلكه ، فنظر إليه القديس بنظرة حانية . ارتعدت منها أوصال الوالى فأمر بتعذيبه أشد عذاب ، وأمر أن يُجلد .وأخذ الجلادون يجلدونه بكل قوتهم والقديس صابر على كل هذا، وكان يتأمل ويشكر إلهه الذى أهّله أن يجلد كما هو جلد وتمزق جسده من السياط وسالت الدماء غزيرة . وبعد الجلد نظر إلى السماء وإذ بآثار الجلدات قد اختفى وبُرئ تماماً ، الأمر الذى جعل الجلادين أنفسهم آمنوا بالرب يسوع ، فغضب الوالى جداً وأمر بقطع رؤوسهم جميعاً فنالوا إكليل الشهادة واستشاط غضب الوالى وجن جنونه وقال : خذوه وضعوا فى منخريه وفخذيه الحديد المحمى بالنار لأنه بسحر أفلت من الجلد ولكن لن يفلت من الحرق . واحترق جسد القديس من الحديد وهو صامت فى صبر واحتمال عجيبين ثم طرحوه فى السجن .