[Rena Jesus]

كنت أنظف السيارة حين نادتني زوجتي وقالت "ماندا تصرخ في الحمام وترفض ان احممها!".
ذهبت الى الحمام فوجدت طفلتي عارية ومبللة وملفوفة بمنشفة وتجلس على الأرض والدموع تنهمر من عينيها وكأنها قررت ان تغسل جسدها بدموعها.

سألتها عن سبب صراخها فقالت-لا اريد ان اجلس في حوض الحمام!
قربتها منيّ وسألتها عن السبب فقالت إنها لا ترّيد ان تودع اللاصق الطبي الذي وضعناه على جرح ركبتها قبل يومين.
أخبرتها إنها بحاجة الى غسل شعرها وجسدها فعادت للصراخ ودفعتني وقالت وهي تبكي "لا اريد ان أودع اللاصق!".

مع نفسي استعرضت خياراتي:
أستطيع ان اسحبها واضعها تحت الماء بالقوة والغصب وستصرخ أكثر وستصرخ ونحن نحاول وضع ثيابها على جسدها العاري!
أستطيع ان أتكلم معها لكن ذلك لم ينفع مع أمها ولا هو سينفع معي!
أستطيع ان أحترم قلقها وخوفها!

قلت لها إنني سأغير اللاصق ان سقط لكنها رفضت!
قلّت لها إنني سأجلب كيس نايلون وأغطي ركبتها به لأمنع الماء من تبليل ركبتها ورباطها وهكذا سيبقى في مكانه ولن نودعه.
لم تكن متأكدة لكن فكرة الكيس اثارتها فلم ترفض حين ربطته حول ساقها ولا رفضت حين اخبرتها إن علينا الا نجلس في الماء بل نقف تحته.
انتهيت من غسل شعرها وجسدها ثم ناديت أمها فأخذتها وسمعتُ ماندا وهي تخبرها بفرح ان الرباط بقيّ في مكانه!

حين سألتني زوجتي عن سبب تصرفي بهذه الطريقة قلت لها إنني أردت ان احترّم مشكلة ماندا
ففي عقلّي كنت قد فكرت إنها مشكلة طفولية لطفلة لم تصل الى الخامسة
لكنني تذكرت عدد المرات التي لم يحترم فيها الاخرون مشاكلي ولا انا احترمت مشاكلهم
لأن كل منا قلل من شأن رؤية الاخر فقررت ان اتغير!