ج) تواضعه وإحتماله الإهانات:-
أظهر موسى إتضاعا واضحا فى حياته وإليك بعض المواقف التى أظهرت لنا فضيلة التواضع كما يلى:
إنعقد مجلس وأرادوا أن يمتحنوا موسى فنهروه قائلين: لماذا يأتى هذا النوبى هكذا ويجلس فى وسطنا؟! فلما سمع هذا الكلام سكت . وعند إنفضاض المجلس قالوا له: يا أبانا لماذا لم تضطرب فأجابهم قائلا: الحق إنى إضطربت ولكنى لم أتكلم شيئا وسأل بعض الإخوة أحد الشيوخ عن المعنى الذى قصده موسى بقوله: الحق إنى إضطربت ولكنى لم أقل شيئا ، فأجاب الشيخ: إن كمال الراهب يكون فى ناحيتين: الأولى سكون حواس الجسد والثانية سكون حواس النفس ، وإن سكون حواس الجسد عندما يحتمل الإنسان الإهانة لأجل المسيح فلا يتكلم ولو إنه قد يضطرب. أما سكون النفس فهو أن يهان الإنسان دون أن تضطرب نفسه أو يتسرب الى قلبه الغضب.
أراد رئيس الأساقفة الأنبا ثاؤفيلس أن يمتحنه فقال للكهنة: إذا جاء موسى الى المذبح فإطردوه لنسمع ماذا يقول ، فلما دخل إنتهروه وطردوه قائلين له إخرج يا أسود الى خارج الكنيسة فخرج موسى وهو يقول : حسنا فعلوا بك يا رمادى اللون يا أسود الجلد ، وحيث أنك لست بإنسان فلماذا تحضر مع الناس.
قيل أنه بعد رسامته قسا وقف موسى فى الكاتدرائية بملابسه البيضاء فقال له البابا ثاؤفيلس : والآن يا أبا موسى لقد صار الرجل الأسود أبيضا ، إبتسم موسى بحزن وأجاب: من الخارج فقك الله يعلم إنى من الداخل ما زلت أسود.